كتب: حسن اللبان
نشر الكاتب الصحفى السودانى رئيس تحرير صحيفة الأيام السودانية، محجوب محمد صالح مقاله اليوم على صحيفة “الراكوبة نيوز”، تحدث فيه عن دور مصر فى حل أزمة سد النهضة، وطالب بضرورة أن يكون للسودان دورًا فى تلك الأزمة التى تؤثر عليها وعلى أمنها المائى القومى.
تحدث الكاتب الصحفى فى مقاله الذى انتشر على عدد من المواقع الصحفية، عن دور مصر فى قضية سد النهضه بقوله, رغم الجهد الدبلوماسي الكبير الذي بذلته القاهرة لإحداث اختراق في الأزمة بإدخال الولايات المتحدة كوسيط ، على أمل أن تستغل الولايات المتحدة كل قوة الضغط المتاحة لديها للتأثير على الموقف الإثيوبي، وحمل إثيوبيا على أن تغيّر موقفها المتشدد، وأن تقبل جدولاً زمنياً أطول لملء بحيرة الخزان، حتى تقلّل من حدة ندرة المياه التي ستتعرض لها مصر والسودان، خاصة في السنوات التي تقلّ فيها حصة المياه في النيل الأزرق.
وقال محجوب إن القاهرة أدارت عملية “تمرين دبلوماسى”، ونجحت في إقناع الولايات المتحدة بأن تلعب الدور المطلوب رغم أن الخارجية الأمريكية لم تكن متحمسة لفكرة التدخل في هذا الأمر كوسيط، ولكن ضغط الرئيس المصري على دونالد ترمب من ناحية، وخشية أمريكا من أن تقفز روسيا إلى مقدمة المشهد، من ناحية أخري خاصة بعد أن عرض بوتن وساطته في هذا النزاع خلال قمة سوتشي.
وأوضح أن إثيوبيا من جانبها، لم تتردد في إبداء تحفظها على فكرة الوساطة الأميركية، موكدة أنها تتعامل مع هذا ليس كوساطة أميركية، إنما مجرد جولة مشاورات مثلها مثل المشاورات التي دارت في الماضي، وليس فيها شيء ملزم.
وأضاف الكاتب الصحفى، أن الاجتماع لم يصل إلى حلول أو مقترحات للحلّ، بل اكتفى بوضع جدول زمني لجولات تفاوض بين الفنيين تحت إشراف وزارة الخارجية والوسيط الأمريكي والبنك الدولي، تستمر على مدى شهرين، على أمل الوصول إلى اتفاق لحلّ الخلاف حول سنوات ملء بحيرة السد، والاتفاق حول الإدارة المشتركة لتشغيل الخزان، وكلاهما ترفضه إثيوبيا حتى الآن.
واشار الكاتب بأنه ليس في الأفق ما يشير إلى احتمال تغيير في الموقف الإثيوبي ما لم تبذل مزيد من الضغوط الدبلوماسية عليها، وإذا لم يتم الاتفاق تُعاد القضية إلى رؤساء الدول الثلاث.
وتسائل الكاتب الصحفى محجوب صالح، فى مقاله عن دور السودان، قائلًا: كان دوره ضعيفاً منذ بدء هذا النزاع، مع أنه صاحب مصلحة كبرى في مياه النيل، ويتوقع المرأ أن يكون له دور في الحلّ المقترح، خاصة وأن أي انخفاض في حصيلة مياه النيل يؤثر سلباً على خطته الزراعية، ولا خلاف في أن فترة ملء البحيرة ستكون بالغة التأثير على حصيلة النهر، وسيزداد تأثيرها السلبي كلما قصرت سنواتها.
واكد صالح أن السودان اليوم ليس هو سودان الأمس، فالسودان اليوم صاحب مصلحة في استقرار العلاقة بين دول الحوض، وهو شريك فاعل وسط دول حوض النيل، وله مصلحة كبرى في تنمية الحوض والاقتسام العادل للمنافع ، وهو فوق هذا وذاك، مؤهل لأن يقود مبادرة تعالج هذا النزاع وتحافظ على مصالح مصر ومصالح إثيوبيا ومصالح السودان، على قاعدة أن لكل دولة من الدول المتشاطئة حقاً لا يصادر في الانتفاع بموارد النهر، شريطة ألّا يلحق ذلك ضرراً ملموساً بأي طرف آخر.
وأنهى محجوب مقاله قائلًا: ينبغي ألّا تتمسك إثيوبيا بجدول زمني يمكن أن يضرّ بالآخرين، ومن مصلحتها إشراكهم في إدارة وتشغيل الخزان، وليس من حق أي دولة أخرى أن تتحفظ على حق إثيوبيا في الاستفادة من مياه النيل، دون أن تلحق ضرراً بالآخرين، فهل سيتحرك السودان ليلعب دوراً رائداً؟
