كتب / حسن اللبان
تتواصل فيضانات نهر النيل منذ أغسطس/ آب الماضي، مسببة أضرارا كبرى في السودان، التي سجلت مناسيب المياه فيها مستويات لم تحدث منذ أكثر من مئة عام.
وبلغ منسوب النيل عند محطة الخرطوم، السبت 5 أغسطس، إلى 17.64 مترا وهو يعتبر أعلى منسوب خلال المائة العام الماضية”.
وأعلن مجلس الأمن والدفاع الوطني السوداني حالة الطوارئ لمدة ثلاثة أشهر، وأن الأراضي السودانية منطقة كوارث طبيعية.
موسم الفيضان
يعرف الفيضان بأنه تراكم أو تزايد المياه التي تغمر الأرض بسبب هطول الأمطار الغزيرة على هضبة الحبشة وعند زيادتها تتجاوز ضفاف النهر لتجتاح المناطق المحيطة به بما تحتويه من جسور وسدود ومنشآت .
وتستغرق رحلة فيضان النيل 15 يوما من الهضبة الإثيوبية عند مقياس الديم على الحدود “السودانية – الإثيوبية” حتى بحيرة ناصر، ويقطع النهر خلالها مسافة 2590 كم بسرعة تصل إلى 168 كم يوميا على 3 مراحل، كل منها 5 أيام.
ويبدأ موسم الفيضان في شهر أغسطس/ آب من كل عام، وهو ما يعرف ببداية السنة المائية الجديدة، ويستمر الفيضان لمدة 3 أشهر.
وتعد الهضبة الإثيوبية هي المصدر الرئيسى للفيضان السنوى للنيل وتمثل 85 في المئة من حصة مصر المائية التي يعد النيل الأزرق أهم روافدها، ويضاف إلى ذلك النيل الأبيض الذي يمد مصر بـ 15 في المئة من حصتها من مياه النيل.
ويصل متوسط تدفقات النيل الأزرق 50 مليار متر مكعب كل عام، وفي حالة الفيضان الغزير قد تصل التدفقات من 80 إلى 100 مليار.
ويمر النيل الأزرق بثلاث دورات كل 20 عاما، الأولى ما يعرف بالسبع السمان ويكون هطول الأمطار غزيرا، والثانية تكون نسبة هطول الأمطار متوسطة، وتبلغ ست سنوات، أما الدورة الثالثة هي السبع العجاف التي تنخفض فيها نسبة تدفق المياه.
تاريخ الفيضان في مصر
شهدت مصر على مدار تاريخها عدة فيضانات تجعل حصتها المائية أكبر مما تحصل عليه في هذه الأيام.
وتقول صحيفة الرسالة العربية المصرية إن إيراد مصر من المياه في فيضان عام 1887 بلغ نحو 150 مليار متر مكعب من الهضبة الإثيوبية، مشيرة إلى أن ذلك الفيضان كان أعلى إيراد من حصة اتفاقية تقسيم نهر النيل.
وفي عام 1874 حقق فيضان نهر النيل زيادة كبيرة لكنها كانت أقل من فيضان 1887 بـ 72 سنتيمترا.
وكانت مصر من أوائل دول العالم التي قامت بعمل مقاييس لنهر النيل، وضبط النهر في بلاد المنابع، وأنشأت السدود في أفريقيا.
وفي ستينيات القرن الماضي الماضي أنشأت مصر السد العالي في أسوان، حيث ساعد السد في التحكم في تدفق المياه وحماية مصر من آثار الفيضان الذي كان يتسبب من قبل في غرق قرى بأكملها.
ويتم قياس تصرفات النيل أثناء رحلته إلى مصر من خلال 5 محطات:
محطتي الروصيرص وسنار على النيل الأزرق.
محطة الخرطوم الواقعة على النيل الأزرق والنيل الرئيسى.
محطة عطبرة لقياس النيل والواقعة على النيل الرئيسي حيث يصله المياه من نهر عطبرة.
محطة القياس الخامسة في محطة دنقلا التي تبعد 500 كم إلى الشمال من العاصمة الخرطوم والواقعة على النيل الرئيسي.
ويتم حساب فيضان النيل والمياه الواردة إلى مصر مع بداية السنة المائية أغسطس من كل عام.