بقلم الكاتب الصحفى / صلاح عبد الحكيم ضرار
بعد ضرب قطر أمريكا في أسوأ وضع منذ نصف قرن.. والصين تبتسم من بعيد و مصر الرابح الوحيد
بعد الضربة التي استهدفت قطر، دخلت الولايات المتحدة في واحدة من أكثر لحظاتها ضعفًا منذ خمسين عامًا. فالثقة التي بنتها واشنطن عبر عقود مع حلفائها في المنطقة والعالم تآكلت فجأة، وأصبح السؤال الذي يتردد في الكواليس: هل ما زالت أمريكا قادرة على حماية حلفائها أم أن زمن الهيمنة يقترب من نهايته؟
أمريكا تفقد ثقة الحلفاء
لم يعد هناك من يثق في الالتزامات الأمريكية كما في السابق. كثير من الحلفاء باتوا يرون أن واشنطن لم تعد الطرف القادر على ضمان الأمن أو حتى الدفاع عن مصالحها. وهذا الشرخ في الثقة هو الأخطر منذ حرب فيتنام وحرب العراق، لكنه الآن أعمق وأكثر وضوحًا، لأنه يحدث في قلب الخليج، حيث المصالح الاستراتيجية والاقتصادية الأكبر.
الصين: ابتسامة من بعيد
بينما تنشغل أمريكا بترميم صورتها ومحاولة احتواء الموقف، تظهر الصين بهدوء كلاعب استراتيجي يجلس في مقعد المتفرج. تتابع بكاميراتها الدقيقة وتبتسم ابتسامة خبيثة، مدركة أن كل دقيقة تمر تصب في رصيدها. فكل تراجع أمريكي يعني اتساع مساحة النفوذ أمام بكين، سواء عبر الاقتصاد أو عبر العلاقات السياسية التي تبنيها مع دول المنطقة.
مصر: الرابح الأكبر
وسط هذا المشهد المربك، برزت مصر كالرابح الأكبر. فبينما تتشتت القوى بين واشنطن وبكين، استطاعت القاهرة أن تقدم نفسها كطرف محوري لا غنى عنه في معادلة الأمن الإقليمي. أمن قناة السويس، القدرة على ضبط موازين البحر الأحمر، والتنسيق مع الخليج، جعلت مصر في موقع استراتيجي فريد. وكل أزمة أمريكية أو ارتباك دولي يعني زيادة وزن القاهرة على الطاولة.
الخلاصة:
• أمريكا في أضعف لحظة منذ نصف قرن.
• الحلفاء لم يعودوا يثقون بواشنطن.
• الصين تتربص وتستفيد بهدوء.
• ومصر هي الرابح الأكبر، لأنها أصبحت نقطة التوازن التي لا يمكن تجاوزها في أمن المنطقة.
السؤال الآن:
هل ستنجح مصر في استثمار هذه اللحظة التاريخية لتعزيز نفوذها الإقليمي والدولي ..؟