عاجل

حمادة صدقي: حسين الشحات قلب موازين مباراة القمة
سعر الدولار في مصر يهوي مقابل الجنيه.. كسر فجأة حاجز 48 جنيهاً
ترامب يصف الاعتراف بالدولة الفلسطينية بـ”الحماقة”
توني بلير يعلق على “خطة ترامب للسلام في غزة”
لقاء مصري- إمارتي في القاهرة يناقش القضايا الإقليمية
رئيس وزراء قطر ورئيس المخابرات المصرية أطلعا “حماس” على خطة ترامب
أردوغان يعلن موقفه من خطة ترامب لوقف الحرب على غزة
البرادعي يشن هجوما على خطة ترامب لوقف حرب غزة
تحرك إسرائيلي “طارئ” بشأن الطائرات المسيّرة من مصر
# بلير … تاجر الحروب يعود بـ” قناع السلام ” إلى غزة
الأهلي المصري يفوز على الزمالك بهدفين مقابل هدف
نتنياهو اعتذر لقطر عن هجوم الدوحة أثناء وجوده بالبيت الأبيض
السيسي يوجه بخفض التضخم وتدبير الدولار
الإعلامي المصري باسم يوسف يعود للشاشة المصرية بعد غياب عشر سنوات
مقتل وإصابة جنود إسرائيليين وسط اشتباكات عنيفة جدا في حي النصر

# بلير … تاجر الحروب يعود بـ” قناع السلام ” إلى غزة

بقلم / راندا بدر

بلير … تاجر الحروب يعود بـ” قناع السلام ” إلى غزة

عادلة … عادلة جداً تلك المقولة التي ظل «توني بلير» يرددها كالطبل الأجوف طوال سنواته العشر في رئاسة الوزراء البريطانية ، و التي انتهت بكارثة سميت «غزو العراق» عام 2003 ، و الآن ، ها هو التاجر نفسه يعود ببضاعة جديدة ، «خطة سلام» لغزة ، لكن شيطانه المألوف يكمن في التفاصيل ،
فبعد أن أيقن الرجل أنه أصبح شبحاً مطارداً في السياسة البريطانية و العالمية بسبب توريط بلاده في ذلك الغزو الذي أسس على أكذوبة أسلحة الدمار الشامل لم يجد إلا أن يضع نفسه في خدمة السادة الجدد في البيت الأبيض ، بغض النظر عن لون إدارتهم ، ديمقراطيين كانوا أم جمهوريين ،
لقد حاول هذا الرجل من قبل أن يلعب دور «صانع السلام» عندما عينته اللجنة الرباعية مبعوثاً خاصاً للشرق الأوسط بين عامي 2007 و2015 ، سنوات طويلة لم يحقق فيها شيئاً يذكر، بل انحاز بشكل فج لإسرائيل ، حتى منعته السلطة الفلسطينية ذات يوم من دخول رام الله ، فكيف يعقل أن يكلف نفس الرجل بمستقبل غزة ؟!
الخطة الأمريكية … و الوسيط البريطاني
قبل أيام ، انكشف النقاب عن آخر فصل من هذه الكوميديا السوداء ، فقد أفادت تقارير صحفية دولية أن البيت الأبيض يدعم مقترحاً بتعيين بلير حاكماً مؤقتاً لغزة ، خطة تروج لها إدارة ترامب ، و تقضي بإنشاء «سلطة انتقالية دولية» باسم «جيتا» ستعمل بموجب تفويض من الأمم المتحدة كـ«سلطة سياسية و قانونية عليا» لمدة قد تصل إلى خمس سنوات ،
للوهلة الأولى قد يبدو المشروع معقولاً ؛ إدارة انتقالية ، إعادة إعمار تسليم السلطة للفلسطينيين في النهاية ، و لكن أين يكمن الشيطان ؟
· الغموض القاتل :-
الخطة غامضة بشكل مريب بشأن الآلية و الجدول الزمني الحقيقي لتسليم القطاع للسلطة الفلسطينية ، هذا الغموض يمنح إسرائيل ذريعة لتمديد «المرحلة الانتقالية» إلى ما لا نهاية ، و عرقلة عودة السلطة الفلسطينية إلى غزة ،
· الهدف الحقيقي : –
الهدف المعلوم هو استبعاد «حماس» من المشهد ، لكن الهدف غير المعلن ، كما حذرت مصادر عربية ، هو تغييب الفلسطينيين أنفسهم عن القرار وتهميش السلطة الفلسطينية ، و لو مؤقتاً ، إنها صيغة جديدة لـ« احتلال دولي مقنع » ،
· راعي المشروع :-
الخطة تحمل بصمة جاريد كوشنر ، صهر ترامب ، الذي سبق أن طرح رؤى تهمش الحقوق الفلسطينية ، وبموجبها ، لن يكون لحماس أي دور، بينما يتوقع إشراك السلطة الفلسطينية «تدريجياً» ، أي أنها ستفرغ من مضمونها قبل أن تبدأ ،
لماذا بلير بالذات ؟!

السؤال الذي يفرض نفسه :- لماذا توني بلير بالذات ؟

هل لأن له «خبرة» في إدارة الكوارث التي ساهم في صنعها ؟
أم لأنه الرجل الذي أثبت ولائه المطلق للأجندة الأمريكية ، حتى عندما تتعارض مع القانون الدولي و الضمير الإنساني ؟
لقد ارتبط اسم بلير في الذاكرة الجمعية للعرب بغزو العراق الذي راح ضحيته مئات الآلاف ، و هو القرار الذي خلصت تحقيقات لاحقة إلى أنه استند إلى معلومات استخباراتية «جزئية و مغلوطة» ، فكيف يمكن لشخصيته المثيرة للجدل و القابلة للانقسام أن تكون حَكَماً مقبولاً في قضية شائكة مثل قضية فلسطين ؟

التجارب السابقة للعرب مع بلير ، سواء في العراق أو خلال فترة ولايته الفاشلة كمبعوث للسلام ، تقول لنا بصوت عال :-
هذا الرجل ليس الأصلح لقيادة عملية «اليوم التالي» لغزة ، غزة التي دمرت و أهلكت ، تحتاج إلى قادة يحملون في قلوبهم جراح أهلها ، لا إلى دبلوماسيين محترفين في تلميع الصفقات السياسية المشبوهة ،
الخلاصة :-

العرب ليسوا في حاجة إلى «وصي» دولي جديد، حتى و إن جاء بقناع «المنقذ» ، هم في حاجة إلى إرادة سياسية حقيقية تحترم حقهم في تقرير مصيرهم ، و إلى دعم جاد لإعادة الإعمار تحت قيادة فلسطينية موحدة و معترف بها ، أي مخطط يهدف إلى فصل مصير غزة عن القضية الفلسطينية ككل ، أو تأجيل الحل السياسي العادل ، هو مخطط للفشل ،
إن ثقة الفلسطينيين و العرب لا تكتسب بدعم من البيت الأبيض أو بخطابات معسولة ، بل بالعدالة و الحياد … وشروط لم نرها في سجل توني بلير الحافل بالانحياز ، فليحفظوا غزة من « سلامه » … فما زرعه في العراق من دمار يشي بما قد يحصده في فلسطين .
#راندا_بدر_

Facebook
Twitter
LinkedIn
WhatsApp
Print
booked.net