كتب د / حسن اللبان
يرى خبير شؤون الأمن القومي المصري، الكاتب الصحافي بأخبار اليوم محمد مخلوف، أن المشهد العام للحرب الإسرائيلية الإيرانية، يظهر أن إسرائيل في مأزق كبير.

وقال مخلوف، في تصريحات لـRT الجمعة، إن تل أبيب عالقة حاليا بين 3 سيناريوهات خطيرة، أولها إما انتظار قرار أمريكي بالانضمام إلى الحرب بشكل مباشر، وهو أمر غير مضمون، على حد قوله، وثانيها المبادرة المنفردة بضربة قد تكون غير حاسمة ولن تستطع القضاء بالكامل على البرنامج النووي الإيراني، ما يجعل طهران في وضع المنتقم ويستدعي ردا غير مسبوق، أما الثالث فهو إنهاء العمليات العسكرية مع بقاء التهديد النووي الإيراني قائما.

وأوضح أن السيناريوهات الثلاثة تحمل تكلفة استراتيجية وأمنية وسياسية واقتصادية باهظة قد تحدد ملامح المنطقة لسنوات قادمة، لافتا إلى أن إسرائيل تواجه مأزقا استراتيجيا معقدا في ظل تأجيل الرئيس الأمريكي دونالد ترامب، اتخاذ قرار بشأن شن ضربات جوية أمريكية على إيران.
وأشار إلى أن هذا الوضع يزيد الضغوط العسكرية والسياسية والاقتصادية على تل أبيب، حيث تأمل القيادة الإسرائيلية في الحصول على الدعم الأمريكي لاستخدام القنابل الخارقة للتحصينات القادرة على تدمير منشأة فوردو النووية المحصنة تحت الأرض، غير أن قرار ترامب بإرجاء التدخل لما يصل إلى أسبوعين يضع إسرائيل أمام خيارات صعبة، وسط تصاعد التهديدات الصاروخية الإيرانية المستمرة.
وذكر مخلوف، أن استمرار الانتظار الأمريكي يرهق قدرات الدفاع الجوي الإسرائيلي بشكل غير مسبوق، حيث تستهلك منظومات مثل القبة الحديدية وباتريوت بشكل متسارع لمواجهة وابل الصواريخ الباليستية والطائرات المسيّرة الإيرانية، حيث يؤدي هذا إلى اضطرار إسرائيل لإعادة ترتيب أولويات الحماية بين المناطق المدنية والمنشآت الحيوية، ما يضاعف خطر وقوع خسائر بشرية ومادية جسيمة.
ولم يستبعد المحلل المصري، وجود خلافات داخلية في الولايات المتحدة الأمريكية تعارض توجه ترامب نحو الدخول المباشر في الحرب، خوفا على المصالح والقواعد الأمريكية في الشرق الأوسط حيث هددت إيران بضربها حال دخول واشنطن في المواجهة بشكل مباشر.