كتب د / حسن اللبان
وصفت الخارجية الأمريكية تهديد إيران بطرد مفتشي الوكالة الدولية للطاقة الذرية بأنه “تصعيد وخطأ في الحسابات”، مؤكدة أن هذه الخطوة “تتعارض” مع تصريحات طهران حول سلمية برنامجها النووي.

وقالت المتحدثة باسم وزارة الخارجية الأمريكية تامي بروس في إحاطة صحافية دورية: “أولا، إن التهديد باتخاذ مثل هذه الإجراءات بالطبع لا يتماشى مع مزاعم إيران بشأن برنامجها النووي السلمي.. علاوة على ذلك، فإن طرد مفتشي الوكالة الدولية للطاقة الذرية من إيران سيكون تصعيدا وخطأ في الحسابات من جانب إيران”.
وأضافت: “لاتزال الولايات المتحدة تشعر بقلق شديد من قيام إيران بتخزين كميات متزايدة من اليورانيوم المخصب بدرجة عالية، والذي لا يمكن استخدامه لأغراض سلمية بشكل موثوق به”.
وأشارت إلى أن إيران هي “الدولة الوحيدة التي لا تمتلك أسلحة نووية لكنها تنتج يورانيوم مخصبا على هذا المستوى”.
وعلّقت بروس على تصريحات المسؤولين في طهران حول إمكانية نقل اليورانيوم المخصب إلى “أماكن سرية” داخل إيران، قائلة: “لماذا سيكون هناك حاجة لذلك إذا كان الأمر يتعلق بأنشطة سلمية في مجال الطاقة؟ فهذا لا يبدو منطقيا”.
وأكدت المتحدثة باسم وزارة الخارجية الأمريكية أن واشنطن “مهتمة بحل الخلافات مع إيران عبر الدبلوماسية”، لكنها في الوقت نفسه، “مستعدة لجميع الخيارات الأخرى”.
وكانت صحيفة “التايمز” البريطانية قد ذكرت أن إيران نقلت صواريخ بعيدة المدى إلى وكلائها في العراق للمرة الأولى، في خطوة تزيد من نفوذها العسكري في المنطقة، متحدية الرئيس ترامب.
كما هدد علي شمخاني مستشار المرشد الإيراني بأن استمرار التهديدات ووضع إيران في أجواء الهجوم العسكري قد تؤدي إلى إخراج مفتشي الوكالة وقطع التعامل معها، ونقل اليورانيوم إلى أماكن مجهولة وآمنة.
ومن جانبه، صرح الرئيس الأمريكي دونالد ترامب، يوم الأربعاء، بأن الولايات المتحدة مستعدة لاستخدام قوتها العسكرية ضد إيران إذا لزم الأمر، لافتا إلى أن إسرائيل ستكون منخرطة في العمل العسكري ضد إيران إذا رفضت إبرام اتفاق.
ومن المقرر أن يعقد ممثلو الولايات المتحدة وإيران اجتماعا في سلطنة عُمان يوم 12 أبريل الجاري، لبحث سبل حل الأزمة النووية.
وعلى الرغم من أن ترامب نفسه أوضح أن الحديث يدور حول “محادثات مباشرة”، فإنها في الواقع محادثات غير مباشرة كما أكّدت ثلاثة مصادر إيرانية لصحيفة “نيويورك تايمز”.
ووفقا للصحيفة، تم نقل رسالة واضحة إلى واشنطن مفادها أنه “إذا سارت جولة المحادثات يوم السبت بشكل جيد، فإن طهران مستعدة لعقد محادثات مباشرة”.
و قال الرئيس الإيراني مسعود بزشكيان إن المرشد الأعلى علي خامنئي سمح بمفاوضات “غير مباشرة فقط مع الولايات المتحدة لأننا لا نثق بها”.
و كشفت وسائل إعلام إيرانية، الثلاثاء، النقاب عن تركيبة الوفود التي ستشارك في المفاوضات المرتقبة في سلطنة عمان السبت، حيث قالت إن الوفد سيكون برئاسة وزير الخارجية الإيراني عباس عراقجي، فيما سيمثل الولايات المتحدة مبعوث الرئيس الأمريكي للشرق الأوسط ستيف ويتكوف.
ولفتت وكالة “نور نيوز” الإيرانية إلى أن وزير الخارجية العماني بدر البوسعيدي سيقوم بدور الوساطة في المحادثات غير المباشرة.