بقلم / علا السنجري
تدق ساعة الأرق ليلا، ليست مجرد تذكرة للوقت ،بل هي أيضا عقارب تلدغ تلافيف العقل رعبا ، من التقدم في العمر ليس بعدد السنوات ، لكنه الخوف من شيخوخة الروح
أتفقد خطوط التجاعيد بالوجه ،تجاعيد حفرتها ذكريات تكومت بين الشرايين والأوردة ، تزيد من إنهاك عظامي وانحناءة ظهري ، هشة مثقلة بأحلام وردية لم تتحقق
عنيدة ،متمردة ،لا اطيق النظر بالمرآة ، هربا من ملامح الذكريات ،تم قيدي عن عمد في طفولة عجوز ،لا تستطيع ممارسة الحرية بوضوح ،تسرح شعر عروسة بلاستيكية لانها ممنوعة من فك ضفائرها ،كعلامة تجارية تضمن للمشتري جودة البكارة ،
كيف أحلم بقلم يخدش حياء المارة في الطرقات ،وقلبي في محبسه الذهبي ،يطعم الأولاد ويحقق رغبات السيد ،لأحصل على صكوك الغفران والعتق من النار
ارتعد خوفا من زيارة امي و شراشف سريري غير نظيفة ، يتملكني الشك أن سلسلة مفاتيح ابي لن تتذوق تحويجة الهيل بفنجاني ، عقابا لتمرد أنثى تم وأدها في غرف خلفية .
هنا بين حروفي بتوقيت قلمي ،لا فرق بين الليل والنهار ، تعلمت السير في الطرقات المتهالكة ، وكيف أغيظ أرصفة الشوارع برقصة حذائي مع موسيقى النبض
لم أعد في حاجة لمساحيق التجميل ، صرت أعشق بشرتي ولا اخجل منها حين تضع على جبيني قبلة المساء ،بحثا عن الحياة في نزوة ليلية
#علاالسنجري