عاجل

المنتخب الإنجليزي يفوز على سويسرا ويتأهل للنصف النهائي
مفاوضات الفرصة الأخيرة لإسرائيل
بايدن : لن انسحب من الرئاسة الأمريكية الا اذا نزل الله وطلب مني ذلك
مباراة “نارية” بين هولندا وتركيا اليوم في “يورو 2024”
الرئيس الإيراني المنتخب يتعهد بتحقيق مطالب الشعب الإيراني
عشرات القتلى والجرحى في مجزرة ارتكبها الجيش الٳسرائيلي بقصف مدرسة تؤوي نازحين
أول قمة لقادة “تحالف دول الساحل”، بوركينا فاسو والنيجر ومالي
للحفاظ على مفاصل صحية يجب اتباع نمط حياة صحي
مصدر في “حماس” يؤكد موافقة الحركة على مقترح أمريكي لإجراء مفاوضات حول الأسرى
شاب أجنبي يدفع 180 ألف دولار لفلاح تركي بعد أن عثر على شيئ مفاجئ في أرضه وعروض للشراء من جميع انحاء العالم
ولي العهد السعودي في برقية تهنئة للرئيس الإيراني: حريصون على تطوير العلاقات التي تجمع بلدينا وشعبينا
تعرف على أهمية “القبلة الأولى”
تجددت الاشتباكات بين الجيش السوداني وقوات الدعم السريع
مصر تقع بالمجموعة بالثالثة بتصفيات أمم أفريقيا 2025.
ركلات الترجيح تمنح فرنسا تأهلًا مثيرًا إلى نصف النهائي على حساب البرتغال

# زمن الأسطوات الجميل

بقلم / سهير جودة

هل نؤمن بالعمل أم أن الكلام عن ضرورة العمل شعارات جوفاء؟ والأهم هل نمتلك تعليماً ومعرفة ووعياً ورغبة الخروج من قاع العالم غير المتحضر وغير النامى؟ هل تؤمن الدولة بالعلم والتنوير؟ وهل تمتلك إرادة ورؤية اختيار العلم منهجاً وأسلوب حياة أم أن التنوير والإبداع والجمال رفاهية نتجمل بها للحظات ثم نخلعها لأنه ترف لا نطيقه ولا نريده؟ هل الاستئناس بالقبح واعتياده ناتج تعليم ردىء فقط أم غياب كامل للاستنارة فتاهت معه مفاهيم الناس عن العلم والعمل والدين والجمال؟ فالمناخ العام هو من يشعل الطموح وهو من يطفئ الوهج، أسئلة كثيرة تطرح نفسها مع الأحداث والمواقف وتلح بعنفوان عندما يكون هناك حضور طاغ لقيم العمل والجمال فى كتاب أصدرته مكتبة الإسكندرية منذ سنوات بعنوان ديوان الخط العربى فى مصر، كل حرف فى هذا الكتاب يعرى حالة القبح التى أصبحنا عليها ويكشف روعة النور التى كنا فيها بعيداً عن الحالة السياسية وموقفنا من العصور والزعماء، فهذا الغنى هو ناتج لثقافة وهذه الثقافة كاشفة للمجتمع، وإبداع الخط العربى لا يمكن أن تصل أمة فيه إلى أعلى مستويات الروعة والإبداع إلا إذا كانت على درجة عالية وعريقة من الحضارة، فهو فن صفوة الصفوة، حين ينطق الحرف ويتشكل وينطق كيف كانت مصر سخية الثراء بالفن والجمال والعمل والبريق، وحين تصبح مصر من أفقر الفقراء فى إعلاء قيمة العمل والإحساس بالجمال فهذا يعنى طغياناً للقبح والتطرف والعشوائية، والبلد الذى يفرط فى حضارة بلغ فيها العلا وانفرد بها لا بد أن يغيب النور عنه ليحل محله ظلام الإرهاب والعنف والتطرف، التفريط فى مثل هذا الفن يعنى أن البلد ما عاد يدلل التنوير والثقافة أو حتى يذكره أو يريده، وبالتالى فهو يذهب كل يوم إلى الخلف، فن الخط العربى ما زالت له آثار تتحدث عن نفسها فى الشوارع والمحال والمساجد والمستشفيات العريقة مثل مبرة محمد على والمستشفى القبطى، الخط كان يصدر ثقافة تشع جمالاً ورقياً، فهناك مأثورات عظيمة شكلت جزءاً كبيراً من وجدان أجيال ما زالت تعيش بيننا.


حكم ومأثورات عميقة رصدها هذا الكتاب «من صبر ظفر.. الحلم سيد الأخلاق.. لا سيف كالحق ولا عدل كالصدق.. رأس الحكمة مخافة الله»، فالخط إعلام يصدر ثقافة راقية تشيع فى المجتمع ويتشبع بها أو ثقافة أخرى تدمره وتشيعه إلى مقابر الظلام والإرهاب، فى هذا الكتاب لوحة تترجم واقع مصر عندما كانت تتحلى بالمعرفة وتزهو بالاستنارة ونترحم منها على رقى المعرفة التى أصبحت جهلاً وجهامة وقبح اللوحة مكتوبة بخط أحد أساطين الخط العربى وهى موجودة فى قصر الأمير محمد على باشا فى المنيل، وهو من أجمل التحف المعمارية فى مصر، والمدهش أن من قام بإبداعه فى كافة المجالات لم تكن شركة عالمية ضخمة ولا مهندسين أو خبراء أجانب إنما مجموعة من مشايخ الصنعة المصريين، كل فى مجاله وهكذا جاء بالنص فى لوحة التأسيس:
البناء من عمل المعلم أحمد محمود البناء وأولاده
الحجر من عمل المعلم محمد عفيفى النحاس
النجارة والرسومات والنحاس من عمل المعلم محمد إبراهيم النجار
الرخام من عمل المعلمين أحمد سكر ومحمود صالح
السجاد من عمل المعلم محمد إبراهيم طلحة
الكتابة من خط الحاج أحمد كامل أفندى
وهذه اللوحة تؤكد قيمة وأهمية العمل، فنجد فى كلمة من عمل أمام كل إبداع، وهناك أيضاً فخر باللقب وهناك إبداع فى فن السجاد اليدوى، فوقت أن كانت مصر بها الأسطى والمعلم كانت هناك قيمة للفن والجمال والعمل، وعندما أصبحت مصر على جهل بشهادات جامعية أصبحت البطالة سيدة الموقف وأصبح التعالى على المهن أسلوب حياة، ويكتمل التحضر والرقى فى التحفة المعمارية قصر الأمير محمد على باللوحة المنسوبة لصاحب القصر والموجودة على إحدى واجهاته ويقول نصها:
أنشأ هذا القصر الأمير محمد على باشا نجل المغفور له الخديوى محمد توفيق إحياء للعلوم والفنون الإسلامية واجلالاً لها.

Facebook
Twitter
LinkedIn
WhatsApp
Print
booked.net
موقع الرسالة العربية