عاجل

الجيش الإسرائيلي يعلن مقتل 3 جنود في قصف طال قاعدة عسكرية قرب كرم أبو سالم
طفل مصري معجزة يتحدث الإنكليزية بطلاقة ويجيد استخدام تكنولوجيا يعجز عنها الكبار
شاهد.. احتفال صلاح ورد فعل كلوب بعد تسجيل المصري هدف الافتتاح في شباك توتنهام
الرئيس الصيني : بلاده تعتزم العمل مع فرنسا لإيجاد سبل لتسوية الأزمة الأوكرانية
أمينة الفتوى بدار الإفتاء المصرية : هناك ضوابط للتعامل بين الطرفين في فترة الخطوبة
وزير دفاع إسرائيل يدعو قواته لتوقع القيام بتحرك مكثف في رفح
السلطات الإسرائيلية داهمت قناة الجزيرة بعد قرار بوقف عمل القناة المملوكة لقطر في إسرائيل.
ليفربول يستعيد توازنه بفوزه على ضيفه توتنهام (4-2)
الفنان محمد عبده يكشف تلقيه”العلاج الكيماوي”
“حماس” مصممة على اتفاق يلبي مطالب الشعب الفلسطيني
الفرعون المصري محمد صلاح يعود من جديد ليسجل هدفين في توتنهام هوتسبير
# حكاية فيلم … شباب أمرأة
فرنسا ترسل أول جنودها الي أوكرانيا
تحذير من هئية الأرصاد المصرية من عاصفة رملية تضرب بعض المحافظات
إيران تعلن موعد بدء صب الخرسانة في “جزيرة نووية” جديدة

بين مصر والسودان..

عمار علي حسن

حوار ثقافي ليس عابرًا

طالما ساقت الأخطار مصر والسودان إلى ارتياد مساحة من التفاهم القوى الجلى، ولهذا شهدنا فى الشهور الأخيرة لقاءات قمة، واجتماعات لكبار المسؤولين، ومناورات عسكرية مشتركة، لكن الروابط الأعمق تكون بين الشعوب، إذ تتقلب السياسة بلا هوادة، وتتغير المصالح، ويأتى جفاء ويذهب، أما تفاهم الناس فهو الأدوم، ولاسيما إن بعث الثقافة من مرقدها لتؤدى دورها المستبعَد. فهنا نجد رياحًا وروحًا طيبة يحملها السودانيون حيال مصر، ويحملها المصريون حيال السودان، ولاسيما فى أيام الشدة، غير منساقين وراء دعايات مريضة، تريد بث الفرقة بين الشعبين، وتُصدِّر صورًا تاريخية مغلوطة.
ويمكننى فى هذا المقام أن أذكر واقعة واحدة لمست فيها هذا عن كثب، فذات يوم حاول البعض أن يطلق فُرقة فى فضاء ندوة حاشدة بقصر الثقافة، باستدعاء أفكار متعصبة، ردًا على الأديب المصرى الكبير محمد المنسى قنديل، حين تحدث عن العبودية، من واقع روايته البديعة «كتيبة سوداء»، وكيف كان تجار الرقيق يأسرون الناس عنوة من جنوب السودان وأبعد منها فى عمق القارة السمراء، ويحملونهم إلى سوق الجلابة بالقاهرة قبل قرون.
قبلها كان «قنديل» محل حفاوة من كل الذين يقابلونه، مُذكِّرين إياه بكتاباته التراثية فى مجلة «الدوحة»، حين تولى السودانى الدكتور محمد إبراهيم الشوش رئاسة تحريرها بتزكية من الروائى الكبير الطيب صالح.
توالت المداخلات التى تنتقد «قنديل»، وهو يقابلها بابتسامة لأنه واثق أنه لم يقصد إساءة لأحد، وأنه ما كتب هذه الرواية سوى لمقت العنصرية، وإدانة تجار الرقيق، وعقلية الاسترقاق، والانتصار لحرية الإنسان، إلى جانب الأهداف الفنية التى دعته إلى إبداعها.
طلبت مداخلة، وقدمت نفسى قائلًا: عمار على حسن من وادى النيل، فصفق الجالسون. كنت قد ذهبت لأتسلم جائزة «الطيب صالح» عن رواية «بيت السنارى»، وبطلها هو رجل سودانى اسمه «إبراهيم السنارى»، بِيع فى سوق الرقيق، واشتهر بأعمال التنجيم، فتقرب من علية القوم، حتى صار نائب حاكم القاهرة، والذى كان وقتها هو مراد بك، ثم بنى بيتًا فخيمًا بمعيار زمنه. وكان البعض قد سمع عن روايتى هذه، فقلت حكايتها باختصار، وتحدثت عن سودانيين دخلوا قلوب المصريين وتاريخهم، مثل إبراهيم السنارى، ومحمد أحمد المهدى، ومحمد عثمان البرهانى، ومحمد الفيتورى، والطيب صالح، وكان أول رئيس لمصر بعد يوليو 1952 محمد نجيب جسرًا بين البلدين، فأبوه مصرى، ووالدته سودانية، وبدا للمصريين كأنه قد أتى إلى القاهرة صغيرًا سابحًا فى مياه النيل، فسكن ماؤه العذب شرايينه، وسكن طميه مسام جلده.
واصلت كلامى: اعتبرونى عضوًا فى حزب الاتحاد السودانى. كنت أعرف طرفًا من تاريخ هذا الحزب، الذى أضعفته الأيام، وكيف تقوم عقيدته السياسية على الدفاع عن وحدة السودان ومصر، فراق قولى للجالسين، فصفقوا مرة أخرى. وبعدها اختلفت لهجة المداخلات، وتحدث الناس عما يجمع بينهم، لا ما يفرق، وتغاضوا، ولو مؤقتًا، عن الإحن التى صنعها نابشو التاريخ، وتجار الأزمات السياسية، ومروجو ثقافة الكراهية، والناظرون إلى الشين فى كل شىء.

Facebook
Twitter
LinkedIn
WhatsApp
Print
booked.net
موقع الرسالة العربية