عاجل

# الملكة فوزية قالوا عنها  …
“كتائب القسام” في بيان مقتضب “اخترتم اقتحام رفح.. لن تمروا” بسلام
المناورات النووية الروسية هي ردّ على تصريحات الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون
الفلسطينيون يحتفلون في غزة بوقف إطلاق النار
اتصال هاتفي بين وزير خارجية مصر ووزير خارجية الإمارات
أهالي المختطفين الإسرائيليين يرحبون بقبول “حماس” للهدنة “
مجلس الحرب الإسرائيلي قرر بالإجماع استمرار العملية العسكرية في رفح للضغط على حماس
# حكاية فيلم بين السماء والأرض …
خبير: توجيه بوتين بالتدرب على الأسلحة النووية غير الاستراتيجية أحرج الغرب
الرئيس الصيني يعرب عن استعداد بكين العمل مع الاتحاد الأوروبي لدعم عقد مؤتمر سلام بشأن الصراع الفلسطيني الإسرائيلي
سباق الهدافين.. بعد هدف صلاح “بوكر” بتوقيع “الرجل الآلي”
السيسي يتابع التطورات الإيجابية التي تمر بها المفاوضات الحالية للتوصل إلى هدنه في غزة
“الكرة في ملعب نتنياهو”.. إسرائيل وأمريكا تدرسان رد حماس على مقترح وقف إطلاق النار
خبير بريطاني يكشف عواقب دخول القوات الغربية إلى أوكرانيا
حركة “حماس” أبلغت الوسطاء القطري والمصري بموافقتها على مقترحهم لوقف إطلاق النار في قطاع غزة.

تونس: الفوضى وُئدت

طارق حميد

 

نعم سقط «الإخوان المسلمون» في تونس، لكن القصة أكبر من سقوطهم، القصة أن الفوضى التي سُميت زوراً الربيع العربي وُئدت حيث بدأت في تونس نفسها التي كانت أول دولة تم جرّها لتلك الفوضى.
صحيح أن للناس مطالب مستحقة في تونس، وغيرها، لكن وكما قيل وقتها، بل كما قلنا ذلك الوقت، وكنا قلة قليلة جداً تُعدّ على أصابع اليد الواحدة، بأن تونس غير مصر التي هي غير ليبيا، وغير سوريا، الثورة الحقيقية، وغير اليمن.
ومن يتابع الأحداث الآن، ولم يتابعها وقت ما عُرف زوراً بالربيع العربي ربما يقول إن التنظير سهل، لكن هذه ليست الحقيقة، فمن تابع الأحداث جيداً وقتها يعرف تماماً مَن تنبه حينها للخطر، ومن لم يتنبه.
وعليه فإن القصة التي هي أكبر من سقوط «الإخوان» هي انتصار مؤسسات الدولة لهيبة الدولة نفسها التي هشّمها «الإخوان» في منطقتنا، حيث دمّروا هيبة الدولة في السودان، ومصر، وتونس. ودمّروا الثورة السورية، وكل محاولة لنهوض ليبيا، وكذلك اليمن. كما دمروا فرصة نشوء دولة فلسطينية.
دمّر «الإخوان» تلك الدول تارةً باسم الدين، وأخرى باسم الديمقراطية، ومرة باسم الحرية والعدالة الاجتماعية… لم يترك «الإخوان» شعاراً إلا واستخدموه لتدمير الدولة وهيبتها.
واللافت، والعجيب، أننا لم نسمع المنظمات الدولية، أو الدول الغربية، وعلى رأسها الولايات المتحدة، تطالب «الإخوان» بضرورة احترام الدساتير، والقوانين، طوال الأعوام العشرة الماضية، لكنهم يرددون ذلك كلما سقط حكم لـ«الإخوان»!
سقط «الإخوان» في تونس، وسقط وهم صورتهم «الباهية»، حيث كان يقال إن تونس «النموذج الإخواني الصحيح»، ولماذا لا يكون «إخوان مصر مثل إخوان تونس»… سقط «الإخوان» لأن الدولة التونسية استعادت هيبتها وقالت كفى.
سقط «الإخوان» ليس بانقلاب عسكري، بل بوقفة جادة من رئيس مدني منتخب دعمه الجيش التونسي الذي مارس صبراً وحكمة طوال عشرة أعوام من الفوضى المنهجية لتدمير كل مكتسبات تونس.
الرئيس التونسي قيس سعيد رجل منتخب، وبأغلبية مريحة، وأعمل مسطرة الدستور لا الدبابة العسكرية لإسقاط «الإخوان المسلمين»، والأهم إعلاء هيبة الدولة التونسية التي سعى «الإخوان» إلى تدميرها.
بموجب الفقرة ثمانين بالدستور التونسي وُئدت الفوضى العربية من حيث بدأت، أي في تونس، واليوم يجب ألا يكون يوم احتفال بانتهاء «الإخوان المسلمين» والفوضى، فـ«الإخوان» انكسروا، لكن لم ينتهوا، وهناك من يعمل على نشر الفوضى في منطقتنا على قدم وساق.
اليوم يجب أن يكون سقوط «الإخوان» في تونس بمثابة الدعوة الجادة للتدبر، والتعقل، وأخذ العبر. اليوم على الجميع، وكل من تهمه هيبة الدولة، أن يعي أهمية تنقية خطابات التضليل باسم الدين. والتصدي للتحريض ضد هيبة الدولة، وضرورة إزالة كل ما يؤدي إلى إمكانية استغلال حاجة الناس، وغضبهم، وإعلاء هيبة القضاء، والأنظمة والقوانين.
اليوم ليس يوم احتفال، أو شماتة، بل هو يوم استجلاء العبر، لكي لا يتكرر العبث بدولنا كل عشرة أعوام، أو مع كل أزمة. لا بد من وقف خطاب المزايدات، والتحريض لنبني دولنا، ونعيد لها الهيبة، والإنتاجية، والمواطنة السليمة..

Facebook
Twitter
LinkedIn
WhatsApp
Print
booked.net
موقع الرسالة العربية