كتب د / حسن اللبان
انطلقت فعاليات التدريب الجوي المشترك بين القوات الجوية المصرية ونظيرتها الصينية، تحت اسم نسور الحضارة 2025. ويأتي هذا التدريب في إطار تعزيز علاقات التعاون العسكري بين الجانبين، بما يعكس تطورًا لافتًا في مستوى الشراكة الاستراتيجية بين القاهرة وبكين.
يحمل هذا التدريب المشترك رسائل متعددة، أبرزها أن التعاون العسكري بين البلدين لم يعد مقتصرًا على تبادل الخبرات، بل أصبح تمهيدًا لعقد صفقات كبرى في مجال الطيران الحربي. وتشير تقارير متخصصة إلى أن الصين ومصر بصدد رسم خريطة جديدة لتحالف استراتيجي غير مسبوق في المنطقة، قد يعيد ترتيب موازين القوى.
وكشفت وسائل إعلام عن قلق إسرائيلي متزايد من حصول مصر على منظومات دفاع جوي صينية متقدمة، قادرة على تأمين المجال الجوي المصري والتصدي لأي تهديد محتمل. وذكرت التقارير أن مصر حصلت على منظومة الدفاع الجوي الصينية المتطورة HQ-9B، والتي يبلغ مداها نحو 260 كم، وارتفاعها التشغيلي يصل إلى 30 كم، ما يجعلها من بين أكثر الأنظمة تطورًا في الترسانة التقدم الدفاعي يتزامن مع تقارير عن مفاوضات بشأن صفقة طائرات صينية قد تمنح مصر تفوقًا جويًا نوعيًا. فقد هبطت بالفعل خمس طائرات شحن صينية محمّلة بمعدات عسكرية في مصر، في مشهد يحمل دلالات استراتيجية مهمة، مفادها أن إسرائيل لن تبقى الدولة الوحيدة في المنطقة التي تشغّل مقاتلات شبحية من طراز F-35.
منظومات دفاع جوي بعيدة المدى، وطائرات حربية من الجيل الرابع المتقدم، وتدريبات مشتركة هي الأولى من نوعها بين البلدين؛ كل ذلك يعكس تحوّلًا كبيرًا في العلاقات العسكرية المصرية الصينية، يُنتظر أن يكون له أثر مباشر في قلب موازين القوى والتحالفات الإقليمية.
الهدف من المناورة، كما يشير محللون، هو اختبار قدرات الطائرات الصينية وملاءمتها للاحتياجات العملياتية المصرية، خاصة وأن قائد القوات الجوية المصرية كان قد أجرى زيارة رسمية إلى الصين مؤخرًا، تم خلالها بحث إمكانية التعاقد على طائرات J-10 الصينية، بالإضافة إلى سعي مصر للحصول على أول مقاتلة شبحية من الجيل الخامس.
المقاتلة المقصودة هي Chengdu J-20، والتي تُعد الأكثر تقدمًا في الترسانة الجوية الصينية، وواحدة من ثلاث مقاتلات شبحية فقط في العالم، إلى جانب F-22 وF-35 الأمريكيتين، وSu-57 الروسية.
وكشف موقع Tactical Report المتخصص في الشؤون العسكرية، أن مصر دخلت في مفاوضات متقدمة مع الصين لشراء 15 طائرة من طراز J-20. وبحسب الموقع، فإن المحادثات تسير بوتيرة جيدة، حيث تم تجاوز العديد من التحديات الفنية واللوجستية، كما تبحث القاهرة وبكين سبل دمج المقاتلة في نظام القيادة والسيطرة المصري.
كما وافقت الصين على توفير التدريب اللازم للطيارين وأطقم الصيانة المصريين، مع منح مصر استقلالية أكبر في صيانة وتشغيل الطائرة، بما يقلل الاعتماد على الجانب الصيني.
ويتوقع المراقبون أن تثير هذه الصفقة المحتملة حفيظة الولايات المتحدة، التي تخشى من فقدان إسرائيل لتفوقها الجوي في المنطقة. إلا أن مصر تبدو واثقة من قدرتها على إدارة التحديات الجيوسياسية، وتتوقع بعض المصادر التوصل إلى اتفاق نهائي منتصف عام 2026.
شراء مصر لمقاتلات J-20 سيمثل كسرًا لاحتكار السلاح من قِبل بعض الدول، خاصة في ضوء تجارب سابقة—كما حدث في 2013 حين أوقفت الولايات المتحدة صفقات تسليح لمصر، بل واحتجزت طائرات مصرية كانت تُجرى لها صيانة دورية.
في حال إتمام الصفقة، فإن موازين القوى في الشرق الأوسط قد تشهد تحولًا جوهريًا. إذ تشير تقارير عسكرية متخصصة إلى أن J-20 تتفوق في بعض النواحي التقنية على نظيراتها الغربية، بفضل مداها الأطول، ورادارها الأكثر تطورًا، بالإضافة إلى أنظمتها الإلكترونية المتقدمة، وصواريخها بعيدة المدى.
وعلى عكس F-35 الأمريكية ذات المحرك الواحد ومدى الطيران المحدود، تتمتع J-20 بمحركين يمنحانها قدرة أكبر على حمل الأسلحة وأداء مناورات معقدة بكفاءة عالية.
ختامًا، تعكس المناورات الجوية المشتركة بين مصر والصين اتساع أفق التعاون العسكري بين البلدين، ويبدو أن حصول مصر على المقاتلة الشبحية الصينية الأكثر تطورًا أصبح مسألة وقت ليس إلا