بقلم / عبد الحليم سعيد
**عندما يضرب الجيش الجرار الاطفال بقنابل الالف رطل :
** وعندما يلقي الجيش الجرار على اطفال غزه واهليهم على مدى تسعة شهور قنابل ذات قوة تفجير تعادل قوه 6 قنابل نوويه كبيره :
** وعندما يستمر القاء القنابل وتستمر الحرب ويستمر الحصار الخانق والتجويع والحرمان والتدمير من الجيش الجرار للحياه المدنيه للاطفال لمدة تزيد على تسعة شهور ، ومع ذلك يظل الاطفال وأهليهم مؤمنون بربهم ، وبحقهم ؛ صامدون ، ثابتون ، متمسكون بارضهم وحقوقهم :
** وعندما لا يجد العدو شيئا يحفظ به ماء وجهه بعد فشل جيشه الجرار في قهر الاطفال واهليهم : سوى أن يتفاخر بعدد المدنيين الذين قتلهم ، وعدد الاطفال الذين قتلهم ،وعدد المباني التي دمرها ، بينما لم يحقق هدفا استراتيجيا واحدا من اهدافه الكبيره التي حددها وهي : تصفيه القضيه خلال اسبوعين او ثلاثه ، طرد الفلسطينيين من غزه الى سيناء ، ومن الضفه الى الاردن ؛ القضاء التام على حماس والمقاومه ؟ وقد تحصن لذلك ليس خلف خط تحصينات واقيه واحد ، وانما بخطوط متتابعه ؛ وبمدد لا ينقطع من الاسلحه والذخائر والدعم بالافراد والمعدات والاستخبارات من مقاول العمليه الاكبر ؛ كل ذلك في مواجهة الاطفال والمدنيين :
★ هل هذا كله يعبر عن قوة العدو وقوة جيشه الجرار ؟ أم أنه تعبير عن قوة الطفل وارادة الطفل وقوة الاهل وارادة الاهل؟
★ هل يكون ذلك تعبيرا عن قوة العدو ام عن قوة وخطورة الطفل في عيون العدو : الذي يتحصن بأحدث وأقوى الأسلحة ، والدروع ؟
الا يدل ذلك على ان العدو
مرعوب من الطفل ؛ وانه في الاصل جيش ومجتمع مرعوب من داخله ؛ مفتقد للامن الذاتي ؛ يتحصن بكل انواع الاسلحه والدروع لكي يتمتع بدفء الامن والامان ولكنه لا يجده ، انه مرعوب حتى من الطفل ؟ لانه يرى في الطفل الامان والايمان والثقه والشعور بالامن الذاتي ؛ وهي امور يفتقدها العدو في جميع جوانب حياته؟ يرى ان الطفل هو المستقبل والمستقبل هو استمرار المقاومه ، بينما العدو ضعيف في مواجهة ،،المقاومون ،، هو قوي فقط في قتل الاطفال والمدنيين وتدمير المباني !!! تعلم بالتجربه انه اعجز من ان يواجه المقاومه … يعجز عن ان يواجه المستقبل ولذلك فهو يقتل الطفل ، ظنا منه أنه يقتل مقاومة المستقبل … انه لا يطيق ان يرى امامه اي مصدر من مصادر الثقه والثبات والامان ، والايمان بالحق حتى ولو كان في طفل رضيع ؛ لذلك فهو يضرب بقسوه ليسكت الطفل ، يسكت حركته ، يسكت ابتسامته ، يسكت المستقبل الذي يخيفه ، انه خائف باستمرار ، في تكوينه خوف عميق ، في تكوينه شتات عميق ، في تكوينه خوف وقلق بلا حدود : عرفه في الماضي ، ويلازمه في الحاضر ، ومستمر معه في المستقبل مهما تحصن بالجدر المبنيه والالكترونيه …
★ قتل 16 الف طفل وعشرات الالوف من الاهالي بين مفقود و قتيل ومصاب ، ومع ذلك لا يزال مرعوبا يبحث بجنون عن مزيد من الاسلحه ويسال ،،مقاول العمليه ،،لماذا اخرتم عنا المدد ؟ لا تتركونا وحدنا نحن خائفون ، مرعوبون ، طمئنونا باسلحتكم ومددكم ، سنضيع اذا تاخرتم علينا ، اننا نقاتل جبابره ….
★ هل بعد ذلك من هشاشه وضعف فشلت في اخفائه الاله الاعلاميه الجباره و الحصون والدروع ؟… و هل من كل هذا نفهم : لماذا يضرب الجيش الجرار الطفل والمدنيين العزل بقنابل الالف رطل ؟ ولماذا أصبح
الطفل في نظر الجيش الجرار قويا و اكبر من حجمه ، بينما أصبح الجيش الجرار في نظر نفسه ، وفي نظر الطفل ، وفي نظر العالم اصغر بكثير من حجمه وعدده ، وقوة اسلحته ودروعه ؟ … وسبحان الله العظيم …
★ وسام شرف من العالم كله لأهل غزه ،،العزه،،
★ أسعد الله اوقاتكم بكل خير .