بقلم / عبد الحليم سعيد
من جذور ما يحدث على الارض في غزه و في المنطقه يتضح انها :
حرب دينيه بامتياز ، بدات منذ عرف اليهود ان الرساله الجديده جاءت من غيرهم ؛ ومن يومها استقرت الكراهيه للدين الجديد الذي سحب البساط من تحت اقدامهم ، وبدأوا يكيدون له جيلا بعد جيل
و الى قيام الساعه ؛ متجاهلين او متناسين : ان الله سبحانه وتعالى غالب على امره ولكن اكثر الناس لا يعلمون …و انها حرب ومنافسه : عربيه /عبريه ذات جذور قديمه في التاريخ ومستمره في اعماق النفوس الى قيام الساعه … و ان هدفهم الاول هو مصر وان فلسطين ،، الدوله الصغيره الفقيره،، ليست الا خطوه على الطريق الى مصر ؛ فان فشلوا في اخضاعها ، تكون امالهم قد تلقت لطمه قاسيه قضت على الحلم الأكبر لمخططهم … و ان ادبياتهم القديمه تقوم على : ،، اما ان يحكموا ويتحكموا في العالم واما ان يدمروه و ان الدبلوماسيه المصريه هي من مدارس الدبلوماسيه العريقه القويه الثابته المدربه جيدا على مواجهة التحديات الصعبه وتفويت فرصة المعتدي وان تضعه في حرج شديد امام العالم بل وامام نفسه ، مما قلب مواقف كثير من الدول الداعمه بشكل مطلق للمعتدي ، وساعدها على ذلك ان الدول العربيه تبنت المنهج المصري في الدبلوماسيه وهذا موقف رائع وداعم ، يضيق الخناق الدبلوماسي على اطماع اسرائيل واحلامها ، وهو انجاز لو تعلمون عظيم ، بقدر ما هو صعب ؛ لقد ضيعت الدبلوماسيه المصريه في احداث غزه على اسرائيل : حلم طرد الفلسطينيين ، وحلم انتزاع منطقه من مصر لحسابهم ، وحلم السيطره الدبلوماسيه لتضليل العالم , كما ضيعت الاستعطاف الذي حصل عليه اليهود بعد مذابح هتلر لهم في الحرب العالميه الثانيه ؛ و وبدا العالم يسترجع اقوال هتلر عندما سالوه : ولماذا تركت بعضهم يفلت من بين يديك ؟ قال : ،، لكي يعرف العالم فيما بعد لماذا قتلتهم ،، ؛ وها هو العالم يشهد على صدق ما قال … و ان هذه الحرب ،، المؤامره ،، والمرتبه بعنايه ان : لم تنجح في تحقيق هدفها الاكبر فهي يمكن ان تنجح في جرجرة المنطقه ومصر بالذات الى حروب كبيره او جزئيه تخرب المنطقه لصالح الفكر الاستعماري القديم مما يسهل عودة الاستعمار الاوروبي الى المنطقه بعد ان فقدها بعد الحرب العالميه الثانيه حيث ضاع النفوذ الاستعماري الانحليزي والفرتسي ، وفشلت امريكا في ان ترث المنطقه وتديرها لحسابها ، لذا كان هذا الحشد الاوربي الداعم للعدو فلعل الفرصه تسمح لهم بالانقصاض والعوده الى كنز فقدوه
و ان الحرب كانت فرصه لتجربة اسلحه جديده ؛_ ومن اهون عليهم من الفلسطينيين والعرب ليجربوا فيهم هذه الاسلحه _ …
و انها كشفت ان هناك مسافه واسعه بين موقف الشعوب العربيه المتضامنة بقوه مع الفلسطينيين ، وبين موقف كثير من الحكومات العربيه التي فضلت ان تمسك بالعصا من الوسط … و ان هذه الحرب وضعت القضيه الفلسطينيه ومصر والمنطقه ، ودولة الاحتلال على ،، صفيح ساخن ،، بل ان الامور لدى المعتدي اقتربت من الخروج عن السيطره ، وان ،، الثور الهائج،، اذا شعر بانه قد احيط به فانه يتصرف باندفاع وعشوائيه غير محسوبه لا يمكن التنبؤ بها مما يجعل المنطقه ومصر بالتحديد في حذر شديد وانتباه بالغ تحسبا لاي احتمالات مفاجئه …
االلهم احفظ المنطقه ومصر من كل هذا الكيد ومن كل هذه الشرور وكل هذه الفتن بحق هذه الجمعه المباركه يارب العالمين … اللهم اجعل بلدنا بلد امان واستقرار وسخاء ورخاء وسائر البلاد يا رب العالمين ؛ اللهم صلي وسلم وبارك على سيدنا محمد وعلى انبياء الله ورسله جميعا وعلى الصحب اجمعين ، جعلنا الله بفضله في حفظه وامانه ، واسعد اوقاتكم بكل خير …