عاجل

زيزو يقود الزمالك للفوز على ضيفه البنك الأهلي بهدف دون رد
# حكاية مديحة يسري ومحمد فوزى
مسؤول مصري : المشروعات الروسية في مصر متعددة وتحتاج لعدد ضخم من العمالة
البيت الأبيض : روسيا تورّد شحنات نفط مكرر إلى كوريا الشمالية بمستويات تتجاوز الحدود
مسؤول أمريكي يكشف مكونات اتفاق التطبيع بين السعودية وإسرائيل.. ويؤكد: “اقتربنا”
تعرف على فوائد الكرات لصحة الجسم
وزير المال المصري: ندرس اعتماد عملات دول “بريكس” في التسويات المالية بيننا
جريمة مروعة تهز الشارع المصري
القوات الروسية حررت بلدة بيرديتشي بالكامل في جمهورية دونيتسك الشعبية
الشرطة الأميركية تقتحم حرم جامعة كاليفورنيا وتفض اعتصام الطلبة الرافضين للعدوان الإسرائيلي على غزة.
الصياد والذئب
3 مجازر للاحتلال الإسرائيلي ضد العائلات في غزة، وصل منها إلى المستشفيات 28 شهيدًا و51 مصابًا.
جوجل تدفع لأبل 20 مليار دولار لتصفح محرك البحث الافتراضى فى متصفح سفارى
واتساب يطلق ميزة جديدة تسمح بالتخطيط لحدثك القادم وعقد الاجتماعات
السيسي يبعث برقية عزاء إلى الشيخ محمد بن زايد آل نهيان في وفاة الشيخ طحنون

بسمارك: “حاربوا في أي مكان لكن إياكم والمساس بروسيا”!

كتب د / حسن اللبان

يعد “أوتو فون بسمارك”، أحد أكثر الشخصيات نفوذا وإثارة للجدل في التاريخ الألماني. ترفع وتولى رئاسة وزراء مملكة بروسيا، وفيما بعد كان أول مستشار للإمبراطورية الألمانية.

من إنجازات بسمارك، المعروف بحماسته للنظام الملكي، أنه وحّد ألمانيا بعد خوض غمار ثلاثة حروب دامية، ثم قاد البلاد بمفرده تقريبا لمدة 20 عاما.

على الرغم من الحياة السياسية المضطربة المحيطة به، وجد “أوتو” وقتا للملذات الجسدية التي كان مولعا بها، وهي كثيرة وفي طليعتها أنه كان “زير نساء”، بدرجة لافتة.

ومن عاداته السيئة أنه كان مدخنا شرها، وقد ادعى أن هذا الأمر يساعده في عمله كدبلوماسي من خلال شعور الشخص بأنه “مستعد لتقديم تنازلات متبادلة”!

كان بسمارك أيضا شرها يحب الأكل والشراب، حتى أن وزنه عام 1879 بلغ 124 كغم، ما جعله يعاني من أمراض خطيرة.

كان بسمارك يعاني من قائمة طويلة من الأمراض منها، الروماتيزم والتهاب الوريد واضطرابات الجهاز الهضمي والأرق الناجم عن الشراهة. على خلفية ذلك وضع له الأطباء نظاما غذائيا صارما، إلا أنه سرعان ما عاد إلى شراهته!

ولد بمسارك في عائلة ثرية كانت تمتلك أراضي في بروسياـ ومنذ طفولته عرف بطبعه المتمرد، وخلال فترة دراسته اشتهر بمشاكساته لمعلميه، فيما يقال إنه كان يرتاد خلال دراسته في عامه الأول في جامعة “غوتنغن” الحانات أكثر من حضوره للمحاضرات!

يقول هذا السياسي الألماني الفذ متهكما إنه على مدار سنوات الدراسة في الجامعة اكتسب خبرة لا تقدر بثمن تتمثل في أنه “تعلم أن يشرب طوال الليل وفي نفس الوقت يستيقظ في الصباح مبتهجا”.

علاوة على كل ذلك كان بسمارك مولعا بالمبارزات، وتركت أولى معاركه ندبة على خده، بررها لاحقا بأن خصمه تصرف بطريقة غير شريفة من خلال الضرب خلسة!

بسبب طاقته الكبيرة وطموحه، لم يهنأ بسمارك بحياة ملاك الأراضي السهلة، وبحث عن مجال أكثر نشاطا وحيوية، وانخرط في مجال السياسة، وانضم إلى حزب المحافظين، وبدأ مشواره في السياسة والدبلوماسية.

يشار في هذا السياق بأن بسمارك عين أواخر عام 1850، مبعوثا لبروسيا في الإمبراطورية الروسية. وفي سان يطرسبورغ أتقن اللغة الروسية في أربع سنوات، وكان في الغالب يستخدمها في مراسلاته. وأثناء عمله مستشارا في الإمبراطورية الألمانية كان يكتب على الوثائق الرسمية باللغة الروسية عبارات مثل “محظور”، و”دقيق”، و”مستحيل”. وكانت الكلمة الروسية المفضلة له هي “نيتشيفو”، وتعني لا شيء يدعو للقلق، أو لا بأس!

هذه الكلمة الروسية لازمته طيلة حياته حتى أنه نقشها على عصا، واعترف لاحقا بأنه حين يعاني من الصعوبات والمتاعب يقول لنفسه باللغة الروسية لا بأس “نيتشيفو”، فتصبح الأمور أهون!

تحدث بسمارك في كل شيء تقريبا ولم ينس نفسه، حيث قال في كلمات مركزة مكتنزة بالمعاني والأبعاد إن “الطبيعة نفسها قدرت لي أن أصبح دبلوماسيا، لقد ولدت في الأول من أبريل”.

هذا السياسي الألماني الذي دخلت تعبيراته القوية في العلوم السياسية كان يفضل حل النزاعات الإقليمية بالقوة، ولم ير طريقة لتوحيد ألمانيا إلا “الحديد والدم”، ومع ذلك تحدث كثيرا عن مهالك الحروب وحذر منها.

بعد مشوار طويل وفي سن الثالثة والثمانين تدهورت صحة بسمارك، وتوفى في عام 1898، وكان فقد زوجته قبل ذلك بأربع سنوات.

ما يدهش أن بسمارك ترك إرثا كبيرا في فنون السياسة والرأي والتدبير لا يزال صالحا حتى الآن، وتبدو العديد من مقولاته وعباراته كما لو أن صاحبها يعيش بيننا.

بسمارك وهو الرجل الذي عرف روسيا جيدا عن قرب، وتحدث بلغتها كان حذر في عدة مناسبات من المساس بروسيا الأمر الذي تجاهله ولا يزال قادة ألمانيا. من ذلك أنه وجه نصيحة تقول: “كون تحالفات مع أي طرف، أطلق العنان لأي حروب، لكن لا تلمس الروس أبدا”!

في مناسبة أخرى يوضح تحيزه من معاداة روسيا أو استفزازها قائلا: “لا تتوقع أنه بمجرد الاستفادة من ضعف روسيا، ستحصل على أرباح إلى الأبد. الروس يأتون دائما لاستعادة أموالهم. وعندما يأتون، لا تعتمد على الاتفاقيات اليسوعية التي تتوهم أنها تبرر لك. أنها لا تساوي قيمة ذلك الورق الذي كتبت عليه. لذلك مع الروس يتعين إما اللعب بشكل عادل، أو عدم اللعب على الإطلاق”.

وفي نبوءة وجدت تجليها في غزو ألمانيا النازية لروسيا وهي الدولة الرئيسة في الاتحاد السوفيتي، حذر بسمارك مشددا على أن “الحرب بين ألمانيا وروسيا هي غباء عظيم. ولهذا السبب تحديدا ستحدث بالتأكيد”، مضيفا في مناسبة ثانية أن “الروس يستعدون طويلا، لكنهم ينطلقون بسرعة”.

السياسي الألماني الشهير مضى في التعريف بروسيا التي خبرها وعرف معدنها قائلا: “حتى أكثر نتائج الحرب ملاءمة لن تؤدي أبدا إلى تحلل القوة الرئيسية لروسيا، التي تعتمد على ملايين الروس… هؤلاء، حتى لو تم تقطيعهم من خلال الأطروحات الدولية، بنفس السرعة يتحدون مجددا مع بعضهم البعض، مثل جزيئات من الزئبق”.

ومن أمثلة أحاديثه عن فن السياسة والإدارة قوله إن “المسائل العظيمة في وقتها لا تحل بالخطب وبقرارات الأغلبية ، بل بالحديد والدم!”، وفي تعبير موجز حدد ثلاثة مواقف يصل فيها الكذب مداه بقوله: “إنهم لا يكذبون أبدا بهذا القدر إلا حين يكونون في حرب وبعد الصيد وقبيل الانتخابات”.

لم يترك بسمارك موضوعا إلا وخاض فيه، بما في ذلك ما يؤكد ولعه بالنساء، حيث قال في مناسبة إن “الصداقة بين الرجل والمرأة ضعيفة للغاية عند حلول الظلام”.

يمكن رسم صورة أكثر وضوحا لهذه الشخصية السياسية الألمانية الكبيرة من خلال قراءة أفكاره والتوقف أمام أرائه في مختلف المجالات، وخاصة أنه أتقن التعبير والتفكير معا. ومن ذلك هذه النصائح والأقوال والتعريفات الخبيرة المركزة:

“ادرس كما لو كنت ستعيش إلى الأبد، وعش كما لو كنت ستموت غدا”.

“لقد علمتني الحياة أن أغفر الكثير، ولكن أكثر من ذلك، أن أطلب المغفرة”.

“إذا كنت تريد بناء الاشتراكية، فاختر البلاد التي لا تعز عليك”.

“إذا أردت خداع كل العالم، قل الحقيقة”!

“الجعة تجعلهم كسالى وأغبياء وعاجزين”.

“الغباء نعمة إلهية، لكن لا يجب الإفراط في استعمالها”!

“الغبي هو ذلك الشخص الذي يتعلم من تجربته الخاصة. أفضل التعلم من الآخرين وتجنب دفع أثمان أخطائي”.

“الأساس الصحي الوحيد لدولة عظيمة هو أنانيتها، وليس الرومانسية. ولا يليق بقوة عظمى أن تقاتل من أجل قضية لا تمس مصلحتها”.

“مع القوانين السيئة والمسؤولين الجيدين، من الممكن تماما حكم البلاد. ولكن إذا كان المسؤولون سيئين، فإن أفضل القوانين لن تجدي نفعا أيضا”.

“القوي دائما على حق”.

“أهم حقيقة في التاريخ الحديث هي أن أمريكا الشمالية تتحدث الإنجليزية

Facebook
Twitter
LinkedIn
WhatsApp
Print
booked.net
موقع الرسالة العربية