كتب د / حسن اللبان
روّجت حسابات وصفحات اجتماعية مقطع فيديو باعتباره مرتبطًا بقوات الصاعقة المصرية في مدينة رفح شمالي شرق سيناء على الحدود مع قطاع غزة
نال الفيديو انتشارًا واسعًا النطاق خلال الساعات الأخيرة، وحصد مئات الآلاف من المشاهدات في مختلف المنصات الاجتماعية.
ويظهر المقطع طابورًا من الجنود خلال سيرهم في شارع، بينما تتقدمهم سيارة تابعة للجيش المصري.


وصاحبه وصف غير صحيح يقول: “طابور سير تدريب لقوات الصاعقة المصرية بسيناء. رجال الصاعقة ماشيين في شوارع رفح… دي مش لقطات سينما ولا شو إعلامي ولا عرض قوة، دي رسالة واضحة مصر موجودة. مصر واقفة واللي يقرب هيتدفن مكانه”.
- أظهر تحقق CNN بالعربية للفيديو أن ملامحه المكانية لا تتسق مع تلك الموجودة في رفح، إضافة إلى حقيقة محدودية المبان السكنية في رفح حاليًا، بعد إزالة عدد كبير منها على هامش الحرب مع الجماعات المسلحة خلال السنوات الماضية
- واحده من أولى النسخ المنشورة للفيديو ظهرت في حساب عبر موقع تيك توك، في 30 مايو/أيار الماضي. وكان التعليق المصاحب له يقول: “الصاعقة المصرية، قوات خاصة، رفح شمال سيناء مصر”.


بينما تأكد CNN بالعربية من مكان تصوير الفيديو، ووجد أن طابور السير جرى تنظيمه في أحد شوارع منطقة المستعمرة بنطاق العامرية شمالي غرب محافظة الإسكندرية، وليس في رفح
ويظهر الفيديو بعض الشواهد الجغرافية التي أكدت أن الفيديو تم تصويره في منطقة المستعمرة. من بين هذه الشواهد، وجود سور ممتد على يسار الفيديو ومباني سكنية على يمينه، وصناديق قمامة، فضلا عن مبنى سكني مرتفع في نهاية الفيديو، وهي ملامح تمكن CNN بالعربية من تمييزها عبر لقطات الأقمار الصناعية.


وإلى يمين الفيديو، توجد عبارة مكتوبة بجوار ورشة ميكانيكا، تقول “لصيانة وبيع قطع الغيار”، وسيارات متوقفة أمامها. وعبر لقطات الأقمار الصناعية يمكن رؤية بقع زيت أسود أمام الورشة. كما يمكن رؤية بروز بعض الطريق مر عليه الجنود قبل انعطافهم يسارًا، حيث يوجد مبنى الهلال المصري.


ويعد طابور السير تقليدًا عسكريًا مألوفًا لدى العديد من الجيوش، لرفع الجاهزية لدى قواته. وتتوفر مقاطع عديدة لهذا النمط من التدريبات التي يجريها الجيش المصري بين الأحياء السكنية
وأشارت بعض التعليقات إلى أن اللقطات تعود إلى قوات “الصاعقة 129″، وتحدث البعض عن أنهم اعتادوا سماع أغان خلال طوابير السير، خاصة مع اقترابهم من نهاية فترة خدمتهم العسكرية