كتب د / حسن اللبان


ويأتي ذلك بعد المنشور في موقع “ynet” التابع للصحيفة، الذي كشف بيانات ما وصفه بـ”الجسر الجوي” من مصر إلى إسرائيل، حيث طلب رئيس اللجنة الفرعية، عضو الكنيست تسفي سوكوت، عقد الاجتماع على وجه السرعة في أعقاب الكشف عن أن عشرات الطائرات المسيرة تعبر الحدود من مصر إلى داخل إسرائيل على مدار أشهر طويلة، فوق مستوطنات المجلس الإقليمي لرمات النقب. وتوجه سوكوت إلى رئيس اللجنة، بوازم بيسموت، الأسبوع الماضي عندما اتضح له حجم الظاهرة.
وحسب صحيفة “يديعوت أحرونوت”، تثير هذه الظاهرة المتزايدة قلق السكان بشكل خاص، حيث أفادوا بأن “الطائرات المسيرة تعبر يوميا”. ويعاني سكان مستوطنتي بئر ميلكا وقادش بارنيع القريبتين من الحدود بشكل خاص من الظاهرة، في الوقت الذي لا ينجح فيه الجيش الإسرائيلي والشرطة في القضاء عليها ومنع عمليات التهريب من الجانبين.
وبالأمس فقط، أعلن الجيش الإسرائيلي مصادرة طائرة مسيرة كانت تحمل أسلحة غير قانونية عبرت الحدود مع مصر.
والتقى قائد لواء “فاران” الجديد، العقيد جاي باسون، المسؤول عن منطقة غرب النقب والحدود مع مصر، مؤخرا بأعضاء المجلس الإقليمي لرمات النقب، وقال خلال اجتماع عقد خلف أبواب مغلقة إن الجيش على دراية بالظاهرة ولا يتجاهلها. وأفاد بأن اللواء والفرقة 80 المسؤولة عن قطاع الحدود مع سيناء يبحثان عن طرق فعالة للتعامل مع المشكلة.
وتشير البيانات التي وصلت إلى ynet و”يديعوت أحرونوت” إلى أن حجم اختراقات الطائرات المسيرة للمجال الإسرائيلي يبلغ المئات. ففي شهر واحد فقط، بدءا من 16 يوليو وحتى 25 أغسطس، سجل لواء “فاران” ما لا يقل عن 384 حادثة لطائرات مسيرة عبرت السياج. بالإضافة إلى ذلك، كانت هناك 248 حادثة تم فيها رصد مهربين على الجانب المصري، و 254 حادثة تم فيها رصد مهربين على الجانب الإسرائيلي.
وقدر مصدر عسكري أن غالبية عمليات التهريب هي لسلع، مثل السجائر والمخدرات، والقليل منها لأسلحة، لكن بعد ضبط الطائرة المسيرة التي عبرت الحدود أمس، نُشرت صور ظهرت فيها أسلحة مرتجلة ومعدات أخرى. وهذا يعني أن ما لا يقل عن عشرات قطع السلاح يتم تهريبها شهرياً بواسطة الطائرات المسيرة.
وقال المصدر نفسه إن البيانات تشمل أيضا طائرات الجيش المسيرة، ولكن إذا تم أخذ مئات عمليات الرصد للمهربين أنفسهم على الجانبين الإسرائيلي والمصري في الاعتبار، فإن الصورة معقدة. ويشير وجود مهربين من الجانبين إلى غياب الردع على حدود يمكن أن يفعل فيها الأعداء ما يحلو لهم.
ووجه وزير الأمن القومي إيتمار بن غفير رسالة بهذا الشأن إلى رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو، انتقد فيها مجلس الأمن القومي الذي يترأسه تساحي هنغبي – والذي اشتبك معه عدة مرات في المجلس الوزاري المصغر (الكابينت)– وكتب لرئيس الوزراء: “للأسف الشديد، مجلس الأمن القومي تحت قيادتك يغط في نوم عميق، والمواطنون الإسرائيليون معرضون لتهديد أمني خطير”. وأضاف: “الطائرات المسيرة هي قنبلة موقوتة عملاقة قد تنفجر علينا قريبا جدا”، مشيرا إلى أن “الخطر واضح”.
كما هاجم بن غفير طريقة تعامل المؤسسة الأمنية والمستوى السياسي: “منذ عام 2017 لم يتم استكمال عمل مقر مجلس الأمن القومي حول هذا الموضوع، بالرغم من إلحاحي. ورغم الموافقة على ميزانية قدرها 130 مليون شيقل لمواجهة التهديد وتحويلها إلى وزارة الأمن القومي.. لم يتم تحويل الأموال”.
وأشار إلى أن المسؤولية تقع في نهاية المطاف على عاتق الشرطة. وتابع: “هذا تهديد يمكن أن يسبب ضررا فوريا بأعداد كبيرة من الضحايا، مثل هجوم إرهابي، بالإضافة إلى ضرر استراتيجي طويل الأمد نتيجة لتهريب الأسلحة والمخدرات والأموال إلى منظمات الجريمة والإرهاب”، داعيا إلى “تحويل الميزانيات اللازمة للشرطة دون تأخير”، على حد تعبيره.