كتب د / حسن اللبان
وصفت الدوائر السياسية في باريس، الضربات الروسيىة المكثفة، اليوم الاثنين، بأسلحة عالية الدقة بعيدة المدى لمواقع القيادة العسكرية وأنظمة الاتصالات والطاقة في أوكرانيا، بالنها انتقام «الدب الجريح» لعملية تفجير جسر كيرتش في شبه جزيرة القرم.. وكشف الخبير العسكري الفرنسي، جان فرانسيس، أن رد الفعل الروسي جاء في وقت قياسي، دون المتوقع من التريث للتخطيط لعملية عسكرية روسية تستهدف كييف، وأن الرئيس بوتين حرص على توجيه رسالتين:
- الأولى داخلية لمخاطبة الرأي العام الروسي، بأن القيادة السياسية تمتلك القدرة على ردع الأعداء وتحقيق أهداف العملية الروسية الخاصة في أوكرانيا.
- والرسالة ثانية، موجهه للغرب، بأن الساحة الأوكرانية «مقبرة» لمخططاتهم، وأن موسكو من المستحيل أن تترك جرائم نظام كييف دون رد.. وأن حشود الدعم الغربي لوجستيا وعسكريا واستخباراتيا لن تخمي النظام الحاكم في كييف.
وأضاف الخبير الفرتسي، إن عقد اجتماع عاجل اليوم للأعضاء الدائمين لمجلس الأمن القومي، يؤشر لمخطط جديد يستهدف أوكرانيا، ويتجاوز تصريحات التهديد من مغبة تكرار الهجمات الإرهابية على الأراضي الروسية، وهو ما بدا صباح اليوم وكأن «بوتين فتح نار جهنم على اوكرانيا».
وأشار إلى ما يمكن أن يطلق عليه «التوجيه الاستراتيجي» للعملية العسكرية الروسية في أوكرانيا، متضمنا هدفا جديدا وهو «القضاء على الإرهاب»، واتضح ذلك من كلمات الرئيس يوتين، بأن «كييف تقف على قدم المساواة مع أكثر الجماعات الإرهابية الكريهة»، مشيرا إلى أن النظام في كييف لطالما استخدم الأساليب الإرهابية منذ فترة طويلة، حتى أنه حاول تدمير خط أنابيب «السيل التركي» لنقل الغاز الروسي، علاوة على المحاولات المتكررة لتنفيذ هجمات إرهابية على منشآت الطاقة الروسية، بما في ذلك ما قامت به الأجهزة الخاصة الأوكرانية بالفعل من تنفيذ 3 هجمات إرهابية ضد محطة الطاقة النووية في مدينة كورسك الروسية، وهو ما أدى إلى تقويض خطوط الجهد العالي للمحطة، وأن الاستخبارات الأوكرانية خططت للهجوم الإرهابي على جسر القرم ونفذته، وأن الهجوم استهدف موقعا حساسا في البنية التحتية الروسية.