بقلم / عصام أبو بكر
تعود مسألة العفو المحتمل عن رئيس الحكومة الإسرائيلية بنيامين نتنياهو إلى الواجهة مع تصاعد النقاشات السياسية والقضائية، إلا أن القراءة العميقة للمشهد الإسرائيلي تُظهر أن خيار العفو ليس مطروحًا فعليًا داخل الثقافة السياسية الإسرائيلية، ولا يتناسب مع البنية القضائية فدور رئيس الدولة في إسرائيل لها حدود ومقيدة في مسألة العفو عن نتنياهو
يمتلك رئيس الدولة في إسرائيل حاليًا يتسحاق هرتسوغ، صلاحية منح العفو وتخفيف الأحكام وفق القانون الأساسي لكن هذه الصلاحية مقيّدة، وتُستخدم غالبًا في حالات إنسانية أو خاصة جدًا، وبعد توصيات مهنية من المستشار القضائي للحكومة.
في القضايا المتعلقة بالفساد السياسي، وتحديدًا تلك التي تمسّ نزاهة الحكم حيث يتعامل النظام القضائي بحساسية شديدة ما يجعل منح العفو عن نتنياهو احتمالًا ضعيفًا للغاية.
ورغم أن الكيان الصهيوني دولة مجرمة لكن فيما بينهم توصف بأنها “دولة قانون”، فمن المهم التفريق بين الكيان كدولة مواطنيها داخل الخط الأخضر، والكيان كقوة احتلال في تعاملها مع الفلسطينيين. الفارق بين الحالتين كبير، وينعكس مباشرة على آليات المحاسبة وسير المنظومة القضائية.لكن ما هي السيناريوهات المتوقعة لمنح العفو عن نتتنياهو
السيناريو الأول رغم أن العفو الكامل غير وارد فهناك احتمال أن يلجأ هرتسوغ إلى حلول وسط توازن بين الاعتبارات السياسية والقانونية.
أحد السيناريوهات المطروحة هو تجميد محاكمة نتنياهو مؤقتًا بدواعٍ أمنية وسياسية، في ظل استمرار العمليات في غزة والضفة الغربية، واكمال مهام في غزة والضفة الغربية وإقليمية تشمل لبنان وسوريا واليمن وإيران.
وايضا ما زالت مبادرات التطبيع مع دول عربية إضافية لم تستكمل بعد فالكيان اليوم تريد العيش في محيط امن ومسالم فمهمتها اكبر من استمرارية الحروب بقدر ما هو هيمنة تكنولوجية اقتصادية سيبرانية وهذا لا يأتي الا بالتطبيع مع محيطها العربي لفك العزلة المحيطة بها
السيناريو الثاني الاتجاه نحو انتخابات جديدة وأعتقد أن نتنياهو قد يخرج مستفيدًا، إذ ستتكتل الأحزاب اليمينية لضمان بقائه، بينما قد يضعف تمثيل الأحزاب العربية في الكنيست.وبذلك، فإن الانتخابات المبكرة لا تشكل تهديدًا حقيقيًا لمكانة نتنياهو، بل قد تعززها.
بين العفو غير المرجّح، والانتخابات التي قد تعيد نتنياهو أقوى، يبدو أن السيناريو الأقرب هو تجميد محاكمته مؤقتًا، بقرار يحمل طابعًا سياسيًا أكثر منه قضائيًا.























































