كتب / على حسن
جولدا مائير تعترف” واحدًا من أكثر الكتب إثارة للجدل في السرديات السياسية المعاصرة حول حرب أكتوبر 1973 والتي وجّهت فيها مصر صفعة قوية للكيان المغتصب للأراضي المصرية.
الكتاب صدر عام 1975 في الولايات المتحدة، وترجم الى عدة لغات، فهو ليس مجرد سيرة ذاتية، بل شهادة حية على مراحل تأسيس المشروع الصهيوني وتطور الدولة العبرية، كما ترويها إحدى أبرز شخصياته النسائية وأكثرها تأثيرًا.
وجاء كتاب اعترافات جولدا مائير في 296 صفحة مقسم إلى 15 فصلاً، وجاءت هذه الاعترافات حول حرب اكتوبر في الفصل الرابع عشر واحتلت 92 صفحة من الكتاب.
وبدأت مائير اعترافاتها بقولها “ليس اشق على نفسي من الكتابة عن حرب أكتوبر 1973.. حرب “يوم كيبور”! ثم قالت:”لن أكتب عن الحرب من الناحية العسكرية، فهذا أمر أتركه للآخرين، لكنني سأكتب عنها ككارثة ساحقة، وكابوس عشته بنفسي، وسيظل باقيًا معي على الدوام”!
تقول مائير في اعترافاتها “ليت الأمر اقتصر على أننا لم نلتق إنذارًا في الوقت المناسب، بل أننا كنا نحارب على جبهتين، في وقت واحد ونقاتل أعداءً كان يعدّون أنفسهم للهجوم من سنين ”
وأكدت مائير في اعترافاتها أن “التفوق علينا كان ساحقا من الناحية العددية، سواء في الأسلحة أو الدبابات أو الطائرات أو الرجال”، لافتة إلى أن الصدمة لم تكن في الطريقة التي بدأت بها الحرب، لكنها كانت في أن معظم تقديراتنا الأساسية ثبت خطؤها، فقد كان احتمال الهجوم في أكتوبر ضئيلاً.. وكان يقينا بأننا سنحص على الإنذار الكافي قبيل الهجوم، وكنا نؤمن بأن في استطاعتنا منع المصريين من عبور قناة السويس”.