عاجل

الجيش الإسرائيلي يعلن حالة التأهب القصوى في غزة
# في حضرتكِ تتوقف اللغة ….. قصة قصيرة
حمادة صدقي: حسين الشحات قلب موازين مباراة القمة
سعر الدولار في مصر يهوي مقابل الجنيه.. كسر فجأة حاجز 48 جنيهاً
ترامب يصف الاعتراف بالدولة الفلسطينية بـ”الحماقة”
توني بلير يعلق على “خطة ترامب للسلام في غزة”
لقاء مصري- إمارتي في القاهرة يناقش القضايا الإقليمية
رئيس وزراء قطر ورئيس المخابرات المصرية أطلعا “حماس” على خطة ترامب
أردوغان يعلن موقفه من خطة ترامب لوقف الحرب على غزة
البرادعي يشن هجوما على خطة ترامب لوقف حرب غزة
تحرك إسرائيلي “طارئ” بشأن الطائرات المسيّرة من مصر
# بلير … تاجر الحروب يعود بـ” قناع السلام ” إلى غزة
الأهلي المصري يفوز على الزمالك بهدفين مقابل هدف
نتنياهو اعتذر لقطر عن هجوم الدوحة أثناء وجوده بالبيت الأبيض
السيسي يوجه بخفض التضخم وتدبير الدولار

# في حضرتكِ تتوقف اللغة ….. قصة قصيرة

بقلم دكتورة / أميرة النبراوي

لم يكن يومًا يظن أن امرأة يمكن أن تسرق صوته.
هو الذي طالما تحدث بطلاقة، كتب الشعر ونثر الكلمات، وسافر في بحور اللغة كما يشاء.
لكنها، مذ دخلت عالمه، خرس الحرف، وتجمدت الجملة على أطراف لسانه.
كأنها فصلٌ من كتاب لم يُكتب بعد… كأنها موسيقى نادرة لا يستطيع عزفها، لكنه يعشق سماعها كل ليلة.
كانت مختلفة…
في كل شيء.
في خطواتها، في نظراتها، في حضورها الذي يسبق صوتها.
في عينيها شيء لا يقال، وخلف ابتسامتها حزنٌ لا يفسره أحد.
أنثى لا تُشبه النساء، ولا تُشبه حتى نفسها حين تصمت.
هو لم يختر أن يحبها، هو فقط وقع في حبها كما يسقط المطر فجأة، دون موعد، دون استئذان.
لا يعلم متى بدأ التعلق بها…
أهي لحظة؟ أم عمر مضى؟
كل ما يعرفه أن قلبه خُلق ليفهمها، ليحضن تقلباتها، ليكون وطنها حين تتعب.
قال لها ذات مساء:


“أحبكِ… كما أنتِ، لا كما يريد العالم.”
“أحبكِ بعنادكِ، بشموخكِ، بجرحكِ القديم، بثقتكِ المهدورة، بصوتكِ المبحوح حين تنهارين في الخفاء.”
“أحبكِ، رغم الذين قالوا إنكِ لا تصلحين، وإنكِ كسرتِ قلبكِ بيدكِ… لكنني، رغم كل شيء، اخترتكِ.”
هو لم يكن يبحث عن امرأة عادية…
بل عن أنثى يعرف كيف يحتمل قوتها، ويداوي ضعفها دون أن يشعرها بالانكسار.
عن امرأة تُملي عليه فصول الرواية، ثم تغفو على صدره مطمئنة.
“اسمحي لي أن أحبكِ بطريقتي”، قالها وهو يراها تمر كنسمة عابرة في صيف العمر الجاف.
“اسمحي أن أرمم حكايتكِ، أن أكتب لكِ نهاية لا تشبه ما قبلي… نهاية فيها فرحٌ يليق بكِ.”
هي لا تدري كم تغيّر بعد لقائها.
لوحاته جفّت، ألوانه تمردت، قصائده هجرت بيته…
كل شيء بدا باهتًا بعد أن سكنها.
الحنين إليها بات جزءًا من يومه، وذكرياته قبلها صارت بلا معنى، وكأن كل ما سبقها ضاع من ذاكرته وكأن العمر وقف عندها . . .
في اللحظة التي كاد فيها أن ينسى كيف يُحَب، جاءت
لم تطرق بابه، بل دخلت من أوسع نوافذ روحه جميلة كدهشة أول المطر،
صادقة كصوت فيروز في صباحات الشتاء.
علّمته أن الصمت لا يعني الجفاء، وأن الكبرياء لا يُخفي الضعف، بل يحميه.
وهو… لم يكن فارسًا في حكايتها، بل كان الوطن.
الحضن.
السكينة.
ولأول مرة، لم يكن الحب وعدًا مؤجلًا، ولا أمنية مؤلمة…
كان حبًا حقيقيًا، يعترف بالضعف، ويتكئ على التفاصيل، ويتغذى على الحضور.
وحين سألها ذات مساء:
“هل ستبقين؟”
أجابت، دون كلمات… فقط وضعت يدها في يده، وسكنت بجانبه بصمتٍ يشبه الأبد.
فهم حينها، أن اللغة انتهت،
وأن كل ما تبقى من العمر…
سيُقال بين نظرة، ولمسة، ويدين لا تفترقا .

Facebook
Twitter
LinkedIn
WhatsApp
Print
booked.net