كتبت / سلوى لطفي
كشف عمرو الدجوي، شقيق الراحل أحمد شريف الدجوي، عن تفاصيل جديدة ومفصلة تتعلق بملابسات وفاة شقيقه في القضية التي تعد الأخطر في مصر.

مصر.. الطب الشرعي يكشف ملابسات انتحار الدجوي المثيرة للجدل
وقد أثارت الواقعة ضجة كبيرة بسبب الخلافات العائلية المستمرة بين أحفاد الدكتورة نوال الدجوي حول الميراث، حيث كانت قد أقامت دعوى قضائية ضد حفيدها الراحل في مايو الماضي تتهمه فيها باختلاس مبالغ طائلة تقدر بـ50 مليون جنيه مصري و3 ملايين دولار و350 ألف جنيه إسترليني، بالإضافة إلى 15 كيلوغراماً من المشغولات الذهبية التي كانت محفوظة في خزينة العائلة.
وأشار عمرو الدجوي إلى أن تقارير خبراء الأدلة الجنائية والطب الشرعي — سواء داخل مصر أو خارجها — انتهت إلى استبعاد فرضية الانتحار تمامًا، وأكدت أن الوفاة جاءت نتيجة “جريمة قتل نُفّذت بطريقة احترافية.
وأوضح عمرو الدجوي، في بيان رسمي نشره عبر حساباته على منصات التواصل الاجتماعي، أن فريق الخبراء — الذي شمل الدكتورة منى الجوهري، الخبيرة المصرية المعروفة في مجال الطب الشرعي — رصد عدة مؤشرات جنائية وعلمية تدعم فرضية القتل، أبرزها:
- وجود “نقاط عمياء متعمدة” في كاميرات المراقبة المحيطة بمسرح الحادث.
- آثار واضحة لتسلق على سور الفيلا، تشير إلى دخول أو خروج أحد الأشخاص من الموقع.
- وجود سلك مخلوع من مكانه، ما يعزز احتمال التسلل أو التدخل الخارجي.
- كدمات واضحة على جسد الراحل، مع تيبس ملحوظ في يده اليمنى، وهو ما يوحي — بحسب الخبراء — بتعرضه لعملية تخدير أو تقييد قبل تنفيذ الجريمة.
وطرح عمرو الدجوي تساؤلات جوهرية حول منطقية فرضية الانتحار، قائلًا: هل يُعقل أن يقدم شخص على الانتحار باستخدام كرسي بلاستيك هش، لا يحتوي على مساند، ويظل جسده ثابتًا عليه دون أن يسقط؟ وهل من المنطقي أن يقرر إنهاء حياته في لحظة كان يرتدي فيها كامل أناقته، وكان على موعد محدد مع محاميه لحل قضايا عائلية مهمة، تتعلق بتوزيع تركة وثروة كبيرة؟.
ونفى شقيق الراحل بشكل قاطع الادعاءات التي أُثيرت حول معاناة أحمد من مرض نفسي، مشيرًا إلى أن هذه المزاعم — التي نُسبت إلى أحد المحامين في بيان موجه لوزارة الداخلية — لا أساس لها من الصحة، وأكد أن شقيقه كان “متفائلًا، ويمتلك ثقة كبيرة في قدرته على تجاوز أزماته، بل وكان قد حقق نجاحات بارزة في عدد من القضايا القانونية الكبرى مؤخرًا.
كما أشار إلى اختفاء جهاز الكمبيوتر المحمول (اللاب توب) وأوراق مهمة من مسرح الحادث، وهو ما وصفه بـ الدليل الإضافي الذي يزيد من الشكوك حول الطبيعة غير الطبيعية للوفاة.
وطالب عمرو الدجوي بفتح تحقيق شامل وشفاف في ضوء ما ورد في التقارير الفنية، والتي وصفها بأنها أدلة قاطعة علميًا وفنيًا ونفسيًا، مؤكدًا أن أسرة الراحل لن تتنازل عن المطالبة بكشف الحقيقة كاملة، ومحاسبة كل من تورط في الجريمة أو غطّاها، تحقيقًا للعدالة التي لا تقبل التأجيل.
المحامي أحمد مهران: قضية أحمد الدجوي هي الأخطر.. بين “انتحار مستحيل” و”قتل احترافي”
في تعليق موازٍ، وصف المحامي المصري أحمد مهران القضية بأنها الأخطر، مؤكدًا أن التقرير المبدئي الصادر عن خبراء الطب الشرعي وأساتذة الأدلة الجنائية داخل مصر وخارجها “كشف مفاجآت مدوية تدحض رواية الانتحار تمامًا.
وأضاف مهران في منشور تفصيلي: ما تم تداوله عن أن الوفاة انتحار هو كذب صريح. نحن أمام جثة رجل كان في كامل أناقته، متفائل، ومُقبل على موعد حاسم مع محاميه لحل أزمة عائلية وتقسيم تركة كبيرة… ثم فجأة يتحول المشهد إلى ‘نتحار على كرسي بلاستيك؟!.
وطرح مهران تساؤلات استنكارية حول التفاصيل الغريبة في مسرح الجريمة:
- الكرسي البلاستيك: كرسي هش وضعيف… ومع ذلك بقي الجثمان ثابتًا عليه دون سقوط! هل هذا ممكن في الواقع؟
- كاميرات المراقبة: كانت تحتوي على نقاط عمياء متعمدة… والسور يحمل آثار تسلق… يعني في حد نطّ السور وخرج!
- السلك المخلوع: مؤشر واضح على تدخل خارجي.
- الكدمات والتيبس في اليد اليمنى: هل هي نتيجة محاولة تقييد؟ مقاومة؟
- طريقة الطلقة: الرصاصة دخلت من الفم، لكن الخبراء أكدوا أن الوضعية والآثار لا تتطابق مع حالات الانتحار العادية… بل تشير إلى تنفيذ إجباري.
وأشار مهران إلى الاختفاء الغامض لجهاز اللاب توب والأوراق المهمة من مسرح الجريمة، واصفًا إياه بـ “الدليل الأكبر على أن هناك من يحاول إخفاء شيء ما”.
كما استنكر محاولات الترويج لفكرة المرض النفسي، مؤكدًا أن تاريخ الراحل وشهادات المقربين منه تنفي ذلك تمامًا.
وختم مهران منشوره بسلسلة من الأسئلة الجوهرية: لماذا يقرر شخص إنهاء حياته قبل موعد كان سيُغيّر حياته للأفضل؟ من المستفيد من اختفاء الأجهزة والأوراق؟ كيف يُصنّف حدث بهذا التعقيد على أنه انتحار ويُغلق الملف بهذه السهولة؟.
وخلص إلى أن الحقيقة التي كشفها التقرير الفني تؤكد أننا أمام جريمة قتل متقنة، مغطاة بستار انتحار رخيص… وكل الدلائل — الفنية والنفسية والجنائية — تقول: هذا ليس انتحارًا… هذه مسرحية دموية نُفّذت بإحكام.
وكانت أجهزة الأمن تلقت بلاغا من سيدة الأعمال الشهيرة تدعي اكتشافها تغيير أرقام عدد من الخزائن الخاصة بها والموجودة داخل مسكن تمتلكه في منطقة أكتوبر، كان بها مبلغ 50 مليون جنيه و3 ملايين دولار، إضافة إلى 350 ألف جنيه إسترليني و15 كيلو ذهب.
وبدأت الواقعة عندما وجهت سيدة الأعمال المصرية نوال الدجوي اتهامات في واقعة سرقتها لحفيدها، بسبب خلافات ميراث بينهما، كانت قد شهدت من قبل العديد من القضايا في المحاكم من بينها قضية حول أهلية الدكتورة نوال الدجوي بشأن وضعها العقلي والنفسي.
وفي نفس السياق أنكر أحفادها الاتهامات برمتها وكشفا عن وجود خلافات وصلت إلى بلاغات ودعاوى قضائية بين الطرفين، ومن بينها دعوى حجر تم رفضها وتقدم بطلب استئناف على الحكم.
وعثرت أجهزة الأمن المصرية في محافظة الجيرة على جثمان، الشاب “أحمد” حفيد” سيدة الأعمال المصرية نوال الجدوي رئيس جامعة أكتوبر للعلوم والتكنولوجيا والمتهم بواقعة سرقتها الكبرى.
وعثرت الأجهزة الأمنية على جثة الشاب المصري داخل مسكنه أثر اصابته بطلق ناري وعلى جسده أثار إصابات في ظروف غامضة.