كتب د / حسن اللبان
قال الرئيس المصري عبدالفتاح السيسي، مساء الاثنين، إن المشهد الدولي بات غارقا الآن في “ازدواجية فاضحة في المعايير”، منتقدا عجز مجلس الأمن الدولي عن أداء مهامه، واتهم إسرائيل بممارسة “أبشع صور القتل والترويع” في قطاع غزة.
وجاء ذلك في خطاب ألقاه السيسي خلال مشاركته عبر الوسائل الافتراضية في قمة تجمع “البريكس” الاستثنائية، بحسب بيان نشره المتحدث باسم الرئاسة المصرية عبر صفحته على فيسبوك
وقال السيسي في خطابه: “لقد بات المشهد الدولي اليوم، غارقا في ازدواجية فاضحة في المعايير، وانتهاك سافر لأحكام القانون الدولي، دون أدنى اكتراث أو مساءلة، في ظل إفلات ممنهج من العقاب، وتصاعد مقلق للنزعات الأحادية والتدابير الحمائية”.
وأضاف الرئيس المصري قائلا: “إن هذا الانحدار يقوض أسس السلم والأمن الدوليين، ويعيد البشرية إلى أجواء الفوضى واللا قانون، ويكرس استخدام القوة، كوسيلة لفرض الإرادة وتحقيق المآرب، على حساب الشرعية والعدالة”.
ومضى السيسي يقول: “لم يكن من المستغرب، فى ظل هذا التراجع، أن تتفاقم الأزمات وتشتعل الصراعات وتندلع الحروب، وأن ترتكب جرائم مروعة من قتل وتدمير، ستظل وصمة عار لا يمحوها الزمن، تطارد من تلطخت أيديهم بها. وقد أضعف هذا الواقع المتردي، فاعلية العمل الدولي المشترك، وقيد قدرة الدول والمؤسسات الأممية، على التصدي للقضايا الملحة، التي تستوجب أعلى درجات التنسيق والتعاون”.
وأردف عبدالفتاح السيسي: “يُعد وضع مجلس الأمن الدولي، مثالا صارخا، على ما آل إليه حال المجتمع الدولي، من عجز وتراجع وهو ما انعكس سلبا وبشكل مباشر، على ثقة الدول في منظومة الأمم المتحدة، لا سيما في أداء مجلس الأمن ذاته”.
وأضاف السيسي: “وقد دفع هذا التآكل في المصداقية، العديد من الدول، إلى المطالبة بإصلاح شامل لآليات عمل المجلس، بما في ذلك الدعوة الصريحة، إلى إلغاء حق النقض (الفيتو)، ذلك الامتياز الذي تحول بمرور الزمن، إلى أداة لعزل المجلس عن الواقع الميداني، وجعله عاجزا عن أداء دوره المحوري، في تسوية النزاعات ووقف الحروب”.
وأكد الرئيس المصري: “تستمر الحرب الإسرائيلية الغاشمة على الشعب الفلسطيني الشقيق في قطاع غزة، وبالتوازي مع الانتهاكات السافرة التي يرتكبها الاحتلال في الضفة الغربية، بما في ذلك القدس، في واحدة من أخطر الصراعات، وأكثرها دلالة على ازدواجية المعايير، وانتهاك قواعد القانون الدولي. لقد دأبت إسرائيل، منذ ما يقرب من عامين، على ممارسة أبشع صور القتل والترويع، مستخدمة التجويع والحرمان من الخدمات الصحية، كسلاح ضد المدنيين، مما أدى إلى كارثة إنسانية غير مسبوقة، بلغت حد إعلان الأمم المتحدة.. حالة المجاعة في قطاع غزة”، بحسب بيان متحدث الرئاسة المصرية.
وقال السيسي: “ولم تكتف إسرائيل بذلك؛ بل مضت في توسيع عملياتها العسكرية، إمعانا في تدمير مقومات الحياة بهدف إجبار الفلسطينيين على مغادرة أرضهم، وتنفيذ مخطط التهجير القسري وتصفية قضيتهم العادلة. ومن هذا المنطلق؛ أؤكد مجددا موقف مصر الثابت، والرافض بشكل قاطع، لأي سيناريو يستهدف تهجير الفلسطينيين خارج أرضهم، تحت أي ذريعة لما يمثله ذلك من محاولة لتصفية القضية الفلسطينية، ووأد حل الدولتين، وتوسيع رقعة الصراع، وتهديد منظومة السلام في الشرق الأوسط”.
وأكد السيسي مضيفا في خطابه: “كما أجدد إدانة مصر ورفضها التام، لمحاولات فرض السيادة الإسرائيلية على الضفة الغربية، وللمخططات الرامية إلى بناء مستوطنات جديدة بهدف تغيير الوضع القانوني والديموغرافي للأراضي الفلسطينية المحتلة، وفرض أمر واقع يقوض حق الشعب الفلسطيني في إقامة دولته المستقلة”.