عاجل

مصر تجري اتصالات مكثفة مع أمريكا وإيران لاستئناف المفاوضات النووية
في ندوة واحتفالية محبة كبيرة .. الجيار ونجم يناقشان كتاب.. المصري.. صائد الدبابات لهويدا عطا بمكتبة مصر العامة بالجيزة
احتجاجات ضد إدارة ترامب في المدن الأمريكية الكبرى تحت شعار: “لا ملوك”
# على بُعد مئة جرح …… قصة قصيرة
للمرة الأولى في تاريخه.. بيراميدز يفوز بكأس السوبر الإفريقي
تجميل محيط المتحف المصرى الكبير استعدادا للافتتاح الرسمى 1 نوفمبر.. صور
الأمم المتحدة تحذر من مخاطر الذخائر غير المنفجرة في غزة
جيش الاحتلال يُعلن تصفية عنصر من حزب الله في غارة جوية بجنوب لبنان
إسرائيل: انتهاء الحرب سيكون بعد انتهاء المرحلة الثانية من الاتفاق بنزع سلاح حماس
مصرع طفلة غرقًا في ترعة بمنطقة العياط
الكونفدرالية.. الزمالك يفوز علي ديكيداها الصومالي بسداسية في ذهاب دور الـ32
حماس: قرار نتنياهو بمنع فتح معبر رفح حتى إشعار آخر يعد خرقا لبنود اتفاق وقف إطلاق النار
اندلاع حريق هائل في مطار دكا الدولي في بنغلاديش
السيسي: ننسق مع الوسطاء لتنفيذ المرحلة الأولى من خطة ترامب حول غزة
مرموش على مقاعد البدلاء وهالاند يقود هجوم مانشستر سيتي أمام إيفرتون

حين يُصبح التخطيط طوق النجاة الوحيد

بقلم / محمد خليفة

عالم لا ينتظر أحدًا، حياة تمضي بسرعة لا ترحم، تتعاظم فيها التحديات والمخاطر يومًا بعد يوم وبينما يركض الجميع خلف أهدافهم، قد تجد نفسك محاصرًا بالفوضى والارتباك، مرهقا من القرارات المرتجلة، تائهًا في التفاصيل اليومية، دون أن تدرك أن السبب الحقيقي وراء كل هذا هو غياب التخطيط عن حياتك، نعم في لحظة ما، يصبح التخطيط هو الفارق الوحيد بين من ينجو ومن يغرق، بين من يتقدم ومن يستهلك، بين من يصنع مصيره ومن يساق.

فالتخطيط ليس ترفا، ولا مهارة بل أسلوب حياة، ووسيلة للبقاء، وطوق نجاة حقيقي في زمن متغير، فحين تخطط، فأنت تعلن لنفسك أنك لست عشوائيا، فمن لا يخطط، يعيش تحت رحمة المفاجآت، بينما من يخطط، يحول المفاجآت إلى فرص.

وعندما نتحدث عن التخطيط، فإننا لا نقصد جانبًا واحدًا من الحياة، بل كل جوانب الحياة وتفاصيلها فالحياة أشبه بمنظومة تحتاج لإدارة ومتابعة دقيقة، تبدأ من الداخل وتمتد للخارج فهو حجر الأساس لكل شيء أن تعرف من أنت، وما الذي تريده فعلا من هذه الحياة، وأين ترى نفسك بعد سنوات فهو ما يمنحك الثبات في زمن التحولات فحين تكون لك رؤية واضحة لهدفك، لا ترهقك الطرق الكثيرة.

وهناك، حيث الضغوط اليومية، والالتزامات المتنوعة والمتعددة، فإن التخطيط يصبح أشبه بمفتاح السلام الداخلي لك ففى حياتك الاسرية يحدد لك أولويات وميزانيات واضحة وأهداف محددة وجدول زمني متوازن، وتقسيم للأدوار داخل محيطك العائلى، كل هذا يصنع فرقا هائلا بين بيت يعيش على حافة الانفجار، وآخر يحتضن أفراده رغم الضغوط.

وفي حياتنا المهنية، يصبح التخطيط سلاحا أساسيًا لا يمكن الاستغناء عنه فالموظف الذي لا يعرف أين يريد أن يصل، سيتوقف في أول عثرة، أما من يخطط لمستقبله، فيتعامل مع العمل كوسيلة للتقدم لا وسيلة للبقاء.

ولا يمكننا تجاهل الجانب المالي، الذي يعد أكثر الجوانب ارتباطا بالهدوء وراحة البال من لا يضع ميزانية محددة ومدروسة، سيجد نفسه في دوامة لا تنتهي من القلق والتوتر والارتباك بينما من يخطط ماليا، ولو بموارد محدودة، يعرف كيف يتحكم في حياته بدل أن تتحكم فيه الفواتير والمصاريف المتطلبات.

أما وقت المخاطر والأزمات، فتظهر لنا الحياة قسوتها الحقيقية، ولا ينجو إلا من أعد نفسه مسبقا فالتخطيط وقت المخاطر والأزمات لا يعني التنبؤ بالمستقبل، بل امتلاك خطة بديلة، وذهن مرن، وقدرة على التصرف والتعامل تحت الضغط.

وفي النهاية يبقى التخطيط هو الأداة والوسيلة الأهم في إدارة الحياة، ليس لأنه يضمن لك نجاحا مطلقا، ولكن لأنه يقلل من الضياع، ويمنحك سيطرة وسط بحر من المتغيرات، أن تخطط يعني أن تحترم وقتك وطاقتك، وأهدافك تخطط، يعني أن تمنح نفسك فرصة للحياة كما تريدها، لا كما تفرض عليك.

في وقت أصبح فيه الضغط أكبر من الاحتمال، والمنافسة أشرس من أي وقت مضى، لم يعد هناك متسع للارتجال لم يعد ممكنا أن نستيقظ كل يوم دون رؤية، دون هدف، دون إدارة حقيقية ليومنا وغدنا، لذلك في هذا العصر تحديدا، يصبح التخطيط فعلا … طوق النجاة الوحيد…

محمد خليفة
مستشار تخطيط وإدارة مخاطر

Facebook
Twitter
LinkedIn
WhatsApp
Print
booked.net