كتبت / منال خطاب
كشفت دراسة علمية حديثة عن طريقة بسيطة تساعدنا على تحسين التركيز واستعادة نشاط الدماغ.

وأظهرت الدراسة التي نشرت نتائجها في مجلة (IJP) العلمية أن ممارسة “تأمل اليقظة الذهنية” أو ما يعرف بـ Mindfulness Meditation، يعزز قدراتنا على التركيز والانتباه، وأن الأشخاص الذين يمارسون هذا النوع من التأمل لديهم انخفاض ملحوظ في نشاط موجات “ألفا” الدماغية، والتي ترتبط عادة بحالات الخمول الدماغي وعدم القدرة على التركيز.
وتأمل اليقظة الذهنية هو نوع من التأمل يركز على تنمية الوعي باللحظة الحالية، ويتم ذلك من خلال توجيه الانتباه إلى الأفكار والمشاعر والأحاسيس الجسدية التي تحدث في الوقت الحالي، دون محاولة تغييرها أو الانخراط فيه، وبدلا من ذلك، يتم قبولها كما هي، ومراقبتها بهدوء. يُعتبر هذا النوع من التأمل أداة قوية لتقليل التوتر وتحسين التركيز والاستقرار العاطفي.

ولفحص التأثير الدماغي لهذه الممارسة، أجرى الباحثون تجربة شملت 42 طالبا، مارسوا التأمل لمدة 15 دقيقة يوميا على مدار ستة أسابيع، وأظهرت نتائج تخطيط أمواج الدماغ لدى المشاركين انخفاضا واضحا في نمط موجات “ألفا” في المناطق الأمامية (الجبهية) والخلفية من الدماغ، وهي المسؤولة عن عمليات الانتباه والتحكم في المشاعر.
واللافت للنظر وفقا للباحثين هو أن هذا التغير في النشاط الدماغي لم يرافقه أي تغير في مستوى “التوصيل الجلدي”، وهو مقياس للإثارة الفسيولوجية للجسم، مما يؤكد أن التأثير الأساسي كان على التركيز، وليس على الاسترخاء الجسدي.
وخلص القائمون على الدراسة لنتيجة هي أن التأمل يعمل كتمرين فعّال لتدريب الدماغ على الانتباه، حيث يشير انخفاض نشاط موجات “ألفا” إلى انتقال الدماغ من حالة “الخمول” إلى وضع “التركيز النشط”، لتصبح هذه العملية أكثر كفاءة مع ممارستها بشكل دوري.