كتب د / حسن اللبان
كشف المستشار بكلية القادة والأركان المصرية اللواء أسامة كبير عن رسائل وجهها الجيش المصري لإسرائيل خلال المشروع الاستراتيجي التعبوي لهيئة الاستخبارات.

وأكد الخبير العسكري المصري أن القوات المسلحة المصرية حرصت على توجيه رسالة قوية للجميع خلال مشاركة القائد العام للقوات المسلحة في تنفيذ المرحلة الرئيسية للمشروع الاستراتيجي التعبوي التخصصي لهيئة الاستخبارات العسكرية، وأن هذه الرسالة كانت واضحة “لكل من يهمه الأمر” خاصة الجانب الإسرائيلي أو أي طرف يفكر المساس بالأمن القومي المصري، مؤكدا أن هذه الرسالة مفادها أن الاستخبارات العسكرية المصرية ترصد كل المخططات وتضع الخطط للتعامل معها أولا بأول.
وقال اللواء كبير في تصريحات لـ RT Arabic إن هذا الشكل من المشاريع تنفذه جميع الهيئات والأفرع بالقوات المسلحة المصرية، إلا أنها المرة الأولى التي تعلن القوات المسلحة المصرية فيها عن تنفيذ هيئة الاستخبارات العسكرية لهذا المشروع التعبوي الإستراتيجي، معتبرا ذلك رسالة في حد ذاته.
وأضاف المستشار بكلية القادة والأركان المصرية أن المشروع حمل رسالة واضحة للجانب الإسرائيلي في ظل التصريحات الغير المسؤولة من رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو، من خلال تأكيد رئيس هيئة الاستخبارات العسكرية المصرية على حرص القيادة العامة للقوات المسلحة على دعم الهيئة بكل الإمكانيات والقدرات التكنولوجية التي تمكنها من مواصلة أعمال الرصد لتحقيق الجاهزية التامة “للرد الفوري على أي اعتداء”، وقدرة القوات المسلحة المصرية على “مجابهة التهديدات المحيطة بالأمن القومي المصري” بكفاءة عالية.
وتعد هيئة الاستخبارات العسكرية المصرية إحدى الركائز الأساسية للقوات المسلحة المصرية، وتلعب دورا محوريا في حماية الأمن القومي من خلال رصد التهديدات الداخلية والخارجية، وجمع المعلومات الاستراتيجية، وتحليل المخاطر التي قد تهدد استقرار البلاد.
تأسست هيئة الاستخبارات العسكرية في الجيش المصري كجزء من هيكلية القوات المسلحة، وتعمل تحت إشراف القيادة العامة، مع التركيز على تعزيز الجاهزية القتالية والاستخباراتية لمواجهة التحديات الأمنية المعقدة.
وأشار الخبير العسكري المصري إلى أن دور هيئة الاستخبارات العسكرية يتمثل في توفير الإنذار المبكر بالمعلومات المؤكدة والموثوقة بما يحيط بالأمن القومي للبلاد من مخاطر والتهديدات المحتملة والتحديات المستقبلية، بما يمكن صانع القرار المصري والجهات المعنية اتخاذ القرارات اللازمة في ضوء تلك المعلومات المؤكدة.
وكشف المسؤول العسكري المصري السابق عن رسالة قوية وجهها القائد العام للقوات المسلحة المصرية خلال لقائه بهيئة الاستخبارات العسكرية مدلولها أن المقاتل المصري أثبت ما بين الماضي والحاضر جدارته بصون مقدرات الوطن وحماية حدوده، وهي تأكيد على الجاهزية التامة للقوات المسلحة المصرية وكل عناصر لمواجهة أي تهديد محتمل قد يتعرض له الأمن القومي للبلاد.
وأوضح الخبير العسكري المصري أن الفيديو الذي نشره المتحدث العسكري المصري حول هذا المشروع والذي أظهر إخفاء وجوه عدد من المشاركين في تنفيذ المشروع الاستراتيجي لهيئة الاستخبارات بمثابة “أمر بديهي” معللا ذلك بأن طبيعة عمل رئيس جهاز الاستخبارات أنه شخصية معروفة ومعلومة للكثيرين، أما العناصر والقيادات في جهاز الاستخبارات فطبيعة عملها تقتضي أن “لا تكون معلومة”.
وتطرق إلى أن تعمد إظهار المتحدث باسم القوات المسلحة للشخصيات التي تم إخفاء وجهها فيه رسالة للجانب الإسرائيلي والذي اشتهر بإخفاء الوجه في كل الفيديوهات التي ينشرها.
ويأتي المشروع الاستراتيجي التعبوي التخصصي لهيئة الاستخبارات العسكرية المصرية في سياق خطة شاملة لتعزيز الكفاءة القتالية للقوات المسلحة، ويهدف المشروع إلى محاكاة سيناريوهات التهديدات المحتملة، واختبار قدرة الهيئة على جمع المعلومات، وتحليلها، والتنسيق مع باقي أفرع القوات المسلحة لضمان رد فعل فوري ومنسق.