بقلم / خديجة بن عادل
* خَلفَ سُؤَالِ العَتَمَةِ
تَكَسَّرَتِ الجُدرَانُ فِي صَوتِ الغِيَابِ،
وَكُنتُ أَسقُطُ…
كَمَا تَسقُطُ اللُّغَةُ
مِن شفَاهِ القَافِيَةِ
حِينَ تَخرُسُ الكَلِمَاتُ وَتَخْبُو الرُّوحُ.
لَا شَيءَ يَكفِي لِأُسَمِّيَكِ،
فَكُلُّ الأَسْمَاءِ
تُعَانِقُ ظِلَّكِ،
وَتَرْتَجِفُ فِي مَدَاخِلِ الغُمُوضِ
كَأَصَابِعَ عَجُوزٍ تَعُدُّ مَوْتَهَا عَلَى مِسْبَحَةِ الرَّحِيلِ.
هُنَاكَ،
فِي الزَّاوِيَةِ البَاكِيَةِ مِنْ جَفْنِ الزَّمَنِ،
تَكُبُّ الأُمُّ وَجْعَهَا فِي صَحْنٍ مَكْسُورٍ،
وَتُقَطِّعُ صَدْرَهَا خُبْزًا
لِأَبْنَاءٍ أَكَلَهُمُ القَصْفُ…
وَتَرَكُوا أَلْعَابَهُمْ تَحْتَ الرَّمَادِ.
مَاذَا نُسَمِّي النَّارَ؟
وَهِيَ تَكْتُبُ تَارِيخَهَا
بِأَقْدَامِ الهَارِبِينَ،
وَبِرُؤُوسِ الدُّمَى؟
فِي كُلِّ رُكْنٍ
تَفُوحُ رَائِحَةُ الأُمُومَةِ المَذْبُوحَةِ،
تَمْسَحُ الجُدْرَانَ بِلُغَةِ الدَّمِ،
وَتُوَشْوِشُ:
“كُنتُ أُرَضِّعُ السَّلَامَ… فَحَلَبُوا ثَدْيَ الحُلْمِ بِالقَنَابِلِ!”
قَفَلْتُ نَفْسِي عَلَى مِفْتَاحٍ مَكْسُورٍ،
وَأَغْلَقْتُ البَابَ فِي وَجْهِ الصُّبْحِ،
خَوْفًا أَنْ يُدْخِلَ فَاجِعَةً جَدِيدَةً.
وَحِينَ يَسْكُنُ المَعْنَى جُثَّةَ الوَطَنِ،
يُحَاوِلُ الزَّمَنُ أَنْ يُبْعَثَهُ،
بِلَا عَيْنٍ،
بِلَا يَدٍ،
بِلَا نَشِيدٍ.
_____________________
#خديجة_بن_عادل #حصري #شعر #نثر