كتبت / سلوى لطفي
في ذكرى ميلاد الكاتب الكبير يوسف إدريس، نستحضر سيرة أديب لم يكن مجرد كاتب، بل كان ضميرًا حيًا يُعبّر عن وجدان الناس، ويغوص في أعماق المجتمع المصري ليكشف عن قضاياه المخفية ويعيد طرح الأسئلة الصعبة من خلال أدبه الصادق والعميق.
تميّزت تجربة يوسف إدريس بتداخل الفن مع الواقع، والخيال مع الحقيقة. لم تكن قصصه مجرد سرد لحكايات، بل كانت أدوات مقاومة، ونبضًا يعكس هموم المواطن البسيط، وسعيًا دائمًا للبحث عن الحرية والعدالة. وبرغم خلفيته الطبية، اختار أن يداوي الروح بالكلمة لا بالمشرط، فكانت لغته جريئة، ومواقفه واضحة، وكتاباته تحمل صدق التجربة وحرارة الموقف.
قرأت ليوسف إدريس في مراحل مختلفة من حياتي، ووجدت في كل قراءة بُعدًا جديدًا، وتساؤلًا أعمق. كتبه ليست فقط مادة أدبية، بل هي نوافذ لفهم الإنسان المصري، وتحليل البُنى الاجتماعية والسياسية في مراحل مفصلية من تاريخنا. في أدبه دعوة دائمة لأن نراجع أنفسنا، وأن نُعيد التفكير في دور الكلمة ومكانة المثقف في المجتمع.