كتب د / حسن اللبان
قال أسامة وهبي، الناشط والمحلل السياسي اللبناني، إن هناك حساسيات مرتفعة بين “حزب الله” وحزب “القوات اللبنانية”، على خلفية معارضة الأخيرة لسلاح الحزب واشتعال الحرب في الجنوب.
وأضاف لـ “سبوتنيك”، أن “باسكال سليماني هو منسق القوات اللبنانية في منطقة جبيل، وهي منطقة يوجد فيها تنوع طائفي شيعي ومسيحي، واحتقان بين الشارعين، ومخزون كبير من الحقد، وذاكرة سوداء بين الحزبين تمتد إلى ما قبل سنوات”.
وتابع: “خطف هذا الشخص وأخذه لسوريا بهذه الطريقة جعل أصابع الاتهام تتجه لـ”حزب الله”، باعتباره قوة منظمة عسكرية تمتد من لبنان لسوريا، ويعرف جيدًا كيف ينتقل بين البلدين، لأن لديه الكثير من المعابر السرية”.
وأكد أن “لبنان يعيش في مرحلة فراغ رئاسي، وحرب في الجنوب، وانقسام عمودي وطائفي بين الأحزاب اللبنانية، وجاء مقتل باسكال ليؤجج هذه الانقسامات، والأبواق بدأت تنفخ في تأجيج الفتنة الطائفية، واتهامات متبادلة تؤجج الصراع السياسي والطائفي في لبنان، وتضع البلاد كلها على فوهة بركان”.
ومضى قائلًا: “كل الناس التي عاشت الحرب الأهلية تعرف بأن الخلفية التي ينتمي لها “حزب الله” و”القوات اللبنانية” طائفية، ولديهما باع طويل في الحرب الأهلية، والحزبان لديهما مليشيات شاركت في الحرب الأهلية، بالتالي هناك مخاوف من أن تمتد هذه الخلافات إلى ما يشبه الحرب الأهلية”.
ويعتقد أن المخاوف باتجاه الذهاب لهذا الخيار، تواجه عدم وجود دول تمول هذه الحرب الأهلية والتي تحتاج إلى أموال طائلة، كما حدث في عام 1975، وهذه المصادر غير متوفرة، والذهاب لحرب أهلية ليست في صالح أحد، والكل سيصبح خاسرا في نهاية المطاف.
وتقف القوى السياسية في لبنان على أطراف أصابعها في ظل أجواء متوترة للغاية، وتخوف من تفجر فتنة طائفية داخل البلاد، وسط الاتهامات المتبادلة بين “حزب الله” وحزب القوات اللبنانية حول المسؤول عن جريمة خطف وقتل القيادي في حزب القوات باسكال سليمان، وفقا لـ”سكاي نيوز”.
وتعرض باسكال سليمان للخطف، الأحد الماضي، بحسب ما أعلنه الجيش اللبناني وحزب القوات اللبنانية. أعلن الجيش اللبناني في بيان أن سليمان تم خطفه على يد عصابة سورية بهدف سرقة سيارته في جبيل، ونقلوا جثته إلى سوريا، وأوقفت مديرية المخابرات في الجيش معظم أعضاء العصابة.
وقال الجيش أمس الثلاثاء، إنه تسلم جثة سليمان من السلطات السورية، قائلا إنه سيُكشف عليها في المستشفى العسكري المركزي استكمالًا للتحقيقات، على أن تسلَّم إلى ذويه بعد ذلك.
قال حزب القوات اللبنانية في بيان، إن التحقيق في جريمة قتل القيادي بالحزب باسكال سليمان يجب أن يكون واضحًا وشفافا وعلنيّاً وصريحاً ودقيقاً بوقائعه وحيثياته، مشيرا إلى أنه حتى صدور نتائج هذا التحقيق، فإن الحزب سيعتبر الجريمة “اغتيالا سياسيا”.