عاجل

بنك مصر يوقع اتفاقية تعاون مع فيزا للتوسع في نشاط المدفوعات التي تتم من خلال البطاقات البنكية للمؤسسات والشركات
للعام الخامس على التوالي بنك مصر يرعى الاتحاد المصري للتنس استمراراً لدوره في دعم الرياضة المصرية
بنك مصر يشارك الاطفال احتفالهم بيوم اليتيم في 15 محافظة
مستشار السيسي يعلق على موضوع تأجير المستشفيات الحكومية المصرية للقطاع الخاص
العاهل المغربي محمد السادس يوجه رسالة قوية الي إسرائيل
محتجون مؤيدون للفلسطينيين يعطلون لفترة وجيزة حفل تخرج بجامعة ميشيجان بالولايات المتحدة
آلاف الإسرائيليين يخرجون للشارع مطالبين نتنياهو بقبول اتفاق وقف إطلاق النار مع حركة “حماس”
خبير مياه مصري : بحيرة فيكتوريا تحقق أعلى منسوب في تاريخها
# التعليم ركيزة أساسية في بناء مستقبل المجتمعات
كارثة في البرازيل لقي ما لا يقل عن 56 شخصًا مصرعهم وفُقد 67 آخرون جراء الأمطار الغزيرة والفيضانات
# الفنانه ليلي طاهر فنانة من زمن الفن الجميل
الأهلي يضرب الجونة بثلاثية في مسابقة الدوري الممتاز
دراسة جديدة : الأشخاص الذين يتعاملون مع القطط لديهم فرص الإصابة بالفصام وغيره من الاضطرابات العقلية
الكوفية الفلسطينية تتحول لرمز دولي
نتنياهو سيبقى زعيما لإسرائيل والصفقة السعودية آخر همه!

العيب فينا

كتبت  /  سهير جودة

هناك مجموعة من الأسئلة يجب أن نتوقف عندها حتى نمتلك تقدير موقف حقيقياً لإعلان الولايات المتحدة القدس عاصمة لإسرائيل.
فعندما قامت إسرائيل لأول مرة عام 1948 من خلال تحقيق لوعد بريطانيا عام 1917، أسفر هذا الوضع عن حرب. إذن، إعلان الدولة كان بمثابة إعلان حرب.
الآن، بعد 70 عاماً، هل يعنى إعلان القدس عاصمة لإسرائيل أنه بمثابة إعلان حرب جديدة؟
وبعيداً عن الانفعالات، لا بد أن نقوم بعمل تقدير حقيقى لحجم هذا الإجراء وهل يوازى إعلان نية أمريكا نقل سفارتها إلى القدس ما حدث عام 48، وهل ما حدث عام 48 بداية جملة تقول (هناك دولة اسمها إسرائيل…)، وتستكمل بعد 70 عاماً الجملة: (… وعاصمتها القدس)؟
وبين التاريخين دماء كثيرة أهمها أربعة حروب كبرى.
وماذا لو اعتبرنا أن هذه الخطوة بهذا الحجم الكارثى، كيف نتعامل معها؟
نحن جربنا التعامل بالحروب ولم يعد الحق الفلسطينى بصرف النظر عن نتيجة الحروب انتصارات أو هزائم، وجربنا التعامل بالمفاوضات ولم تعد الحقوق بصرف النظر إذا كانت هذه المفاوضات بمشاركة جميع الأطراف أم لا.
النتيجة أنه لا حروب جاءت بالحق ولا التفاوض جاء ومعه الحق. قد يكون الطريق الثالث بعد كل هذه التجارب هو أننا لا بد أن نخوض حرباً من نوع واقعى. وهنا لا بد أن نتساءل «ما هى الأسلحة التى نملكها؟»، المؤكد أن لدينا مجموعة من الأسلحة بغض النظر عن إمكانية استخدامها من عدمه، ومنها الكثافة السكانية مقارنة بعدد سكان إسرائيل.
وثانياً أن إسرائيل، شئت أم أبيت، هى دولة محاصرة بكل ما يحيط بها من أعدائها، وهذا واقع لن يتغير إلا إذا عادت الحقوق لأصحابها.
ومهما بلغت قوتها فهى فى موقع المهدَّد والخائف بصرف النظر إذا كنا نملك قوة تهديدها أم لا.
ولهذه الأسباب ظهرت نظرية «الأمن الإسرائيلى» الشهيرة وظهرت فكرة النظرية القائمة على التوسع.
إسرائيل عملت على فكرة أن تمتلك أراضى خارج حدودها فى جميع الجهات ولهذا السبب توصلت إلى فكرة الدفاع التى تديرها وتساندها أمريكا بمخططاتها فى الدفاع عن كينونتها. يعنى أن الدول المحيطة بها لا بد أن تكون جثثاً هامدة لا تستطيع أن تمثل لها أى تهديد؛ ولهذا كان لا بد من تفكيك سوريا والعراق وفلسطين نفسها، أما الأردن فهى لا تمثل أى تهديد، ثم استهداف مصر الدائم سيناريو لم يتغير منذ عام 48. وساعد هذا المخطط الصهيونى أن تركيبات الحكم فى دول المنطقة العربية وتغييب الشعوب والنزاعات القبلية الموجودة فيها كلها أشياء ساعدت هذا المخطط لأن يحقق نجاحاً منقطع النظير فى كل جولاته حتى الآن.
ولهذا يطرح السؤال نفسه: «هل العرب يريدون إعادة الحقوق الفلسطينية فعلاً؟».. وإذا كانت هناك إرادة، هل هناك إدراك أن السبيل الوحيد هو تغيير كل شىء فى التركيبة العربية؟ ولكن هل تغيير هذه التركيبات هو تغيير أنظمة أم هو أبعد من ذلك؟ إن الفشل فى إنشاء سوق عربية مشتركة والفشل فى أى عمل جماعى واقع مؤسف يقول إننا لو لم يكُن هناك عدو تاريخى متمثل فى إسرائيل كان يجب أن نكون كتلة اقتصادية واحدة ليكون لنا وجود فى هذا العالم ولكن شيئاً من هذا لم يحدث وربما لن يحدث.
والمرحلة الوحيدة التى كانت فيها أجوبة واضحة على هذه الأسئلة واتخذ فيها مسار بصرف النظر إن كان صحيحاً أم خطأ هى المرحلة التى أعقبت ثورة 23 يوليو.
وهذه المرحلة ورغم الهزيمة هى أكثر المراحل التى شعرت فيها إسرائيل بالخطر وكانت هوية المنطقة عربية وليست دينية وهى المرحلة التى طرحت فيها الوحدة العربية والسوق العربية ولكنها أجهضت بالكامل وعدنا إلى نقطة الصفر.
وبعد نصر 73 فتحت المنطقة لأول مرة للولايات المتحدة ونزعت فكرة الحرب الشاملة مع إسرائيل رغم أن 73 تأكد للعرب أن التحالف الواسع يؤدى إلى نتائج ولكن ما حدث هو انقسام عربى رهيب وشقاق كبير وذهبت كل أحلام القوة العربية مع الريح. والمؤسف أن الخطوة التالية كانت فادحة فالوضع سار من انقسام الدول فيما بينها إلى انقسام الدول نفسها من الداخل.
ولم تجد الولايات المتحدة أفضل من هذا التوقيت لتأخذ قرارها بسهولة فالوضع فى حالة ضعف ووهن، أغلب الدول ممزقة من الداخل ودول المواجهة فى الشرق كلها أشباه دول.. ومصر فى مرحلة نقاهة عصيبة تحت وطأة أعباء ومسئوليات قومية عنيفة ومعادلات دولية شديدة الحرج وتوازنات تكاد تكون مستحيلة وعمليات لم أشلاء داخلية تمزقت منذ 2011 وضغوط اقتصادية رهيبة.
إذن، ماذا تملك الأنظمة قبل الشعوب فى مواجهة هذا التوحش الأمريكى؟
عليها أن تدرك أنه لا حياة لها إلا إذا استطاعت أن تبنى مكاناً لها فى هذا العصر وأن تمتلك قوة ما وأن يكون لها نتاج معرفة وعلم.
وثانياً، لا بد من الضغط بالأوراق الاقتصادية فلدينا بعضها فى الخليج كما لا بد أن نمارس الضغط من خلال تحالفات دولية واسعة مع أوروبا للضغط على أمريكا وللدول الأوروبية مصالح مع العرب فلا بد أن يتم تجييشها ضد أمريكا.
وبصرف النظر عن المذاهب السياسية أو المصالح المتقاطعة أو التناقضات الأيديولوجية، فليس أمامنا إلا أن نمد جسوراً قوية مع الخصوم الأقوى للولايات المتحدة وهى روسيا والصين واليابان ودول شرق آسيا وكوريا الشمالية.
ولا بد من وجود صيغة للعلاقة بين العرب وإيران، لا بد من إنهاء الخصومة معها فالخطة الأصلية لأمريكا أن تصبح إيران هى العدو للعرب وليست إسرائيل ففى المصلحة يقتضى تجنيد إيران خاصة أنها طرف أساسى فى قضية الفتن الرئيسية فى اليمن والعراق وسوريا، وهل نستطيع أن نعمل بإرادة ووعى فى تلك الحرب المختلفة أم نكتفى فقط بالانفعال والشجب والمظاهرات واتباع خططهم الجهنمية لننتقل من السيئ إلى الأسوأ.

Facebook
Twitter
LinkedIn
WhatsApp
Print
booked.net
موقع الرسالة العربية