كتب / رضا اللبان
حالة من الجدل لا تزال مستمرة منذ أن بدأت اختبارات الثانوية العامة في مصر، وزادت حدتها موجة غضب بين الطلاب وأسرهم، بسبب صعوبة الامتحانات من ناحية، وتسريب الامتحانات من ناحية أخرى، مما دفع البرلمان إلى الدخول على الخط من أجل احتواء ردود الفعل.
وتقدم بعض نواب البرلمان بطلبات إحاطة، فيما خرجت تصريحات من أعضاء لجنة التعليم حول ضرورة المتابعة والمراقبة البرلمانية لسير الامتحانات تجنبا لحدوث أي أزمات أخرى، كما حاولت وزارة التربية والتعليم احتواء ردود الفعل، وأصدرت العديد من البيانات لطمأنة الطلاب.
منذ اليوم الأول للامتحانات، خيمت سحابة الخوف والقلق على الطلاب، حتى بدأت عاصفة تسريب الامتحانات والتي أثارت استياء عدد من أولياء الأمور، حيث تداولت مجموعات على مواقع التواصل الاجتماعي، فيسبوك وواتساب وغيرهما، تسريب امتحان اللغة العربية للصف الثالث الثانوي 2021.
وبينما نفت الوزارة في البداية سريعا مسألة التسريب، عادت بعدها لتخرج ببيانات رسمية متتالية تؤكد تسريب امتحان الثانوية العامة لمادةاللغة لعربية في الشعبة العلمية، وذلك إثر قيام أحد الطلاب بإحدى لجان محافظة الغربية بتصوير أجزاء من امتحان اللغة العربية ونشرها على مواقع تسريب امتحانات الثانوية العامة.
وبعد أيام قليلة وفي يوم امتحان اللغة الفرنسية تكررت حادثة التسريب وتم تداول أوراق الامتحان، كما نشرت “مجموعات الغش” على موقع التواصل الاجتماعي، إجابات امتحان مادة الفيزياء، بعد مرور 40 دقيقة من بدء الامتحان، في تحد واضح لجهود وزارة التربية والتعليم لمكافحة الغش.
من جانبها، نفت وزارة التربية والتعليم الفني، تسريب امتحان التاريخ للصف الثالث الثانوي 2021 قبل بدء اللجان، مؤكدة أنّه لا صحة للأوراق المتداولة على مواقع التواصل الاجتماعي ولا علاقة لها بالامتحانات النهائية، كما شددت على الطلاب بعدم الالتفات إليها.
وإثر هذه التسريبات، شن أولياء الأمور حملة غاضبة على وزارة التربية والتعليم، وطالبت الوزارة بإغلاق تطبيق تيليغرام الذي يتم استخدامه في الغش بامتحانات الثانوية العامة، ولكن جاء رد وزير التربية والتعليم الفني، طارق شوقي، مناقضا لتمنيات الأهالي، وعلق قائلا: “هذا ليس اختصاص وزارة التربية والتعليم، ولكن هذا اختصاص وزارة الاتصالات والأجهزة السيادية وله جوانب قانونية ودولية وأمنية”.
غرف العمليات
النائبة وعضو لجنة التعليم بمجلس النواب جيهان بيومي، قالت “دور مجلس النواب دور رقابي قبل أن يكون تشريعي، ونحن نضع نصب أعيننا مصلحة المواطن والطالب وهذا ما ننتهجه دائما، وخصوصا في ملف التعليم وبالأخص ملف الثانوية العامة”.
وأضافت في تصريحات لـ”سكاي نيوز عربية”: نحن مستمرون في المتابعة من داخل لجنة التعليم، والتواصل مع غرف العمليات داخل المحافظات بشكل يومي ومستمرون لنكون مع أبنائنا من طلاب الثانوية العامة.
وأضافت جيهان، في حديثها “سنعمل على تذليل أي عقبات تواجه الطلاب خلال الامتحانات المقبلة، والوصول إلى حقيقة ما حدث في الامتحانات الماضية”.
تسريبات.. تسريبات
من ناحيته، تقدم عضو مجلس النواب ورئيس الهيئة البرلمانية للحزب المصري الديمقراطي الاجتماعي، إيهاب منصور، بطلب إحاطة لوزير التربية والتعليم الفني بشأن تسريبات امتحانات الثانوية العامة التي حدثت مؤخرا.
وقال منصور إن ذلك الأمر من شأنه أن يؤثر على النتيجة، ومن ثم يؤثر بالسلب أيضا على الطلاب والطالبات الملتزمين، الذين اجتهدوا وحرصوا على أن يحصدوا نتيجة جهدهم فقط.
وأشار النائب إلى أن الوزارة فشلت على مدار السنوات الماضية في تأمين الامتحانات، مما يعنى ضرورة إيجاد نظام بديل للتأمين، ولو من خلال الاستعانة بشركات متخصصة في أمن المعلومات، بدلا من التجارب التي أثبتت فشلها.
شكل فني
وكان وزير التعليم المصري طارق شوقي، قال في وقت سابق إنه تم وضع أسئلة امتحانات الثانوية العامة بشكل فني، حيث تبحث الأسئلة عن مهارة الفهم عند الطالب، والقدرة على التطبيق والتحليل.
وأشار إلى أن مصر لديها بنوك أسئلة تغطي كل النقاط التي يستهدفها الامتحان، موضحا أن هدف الامتحان هو فرز مستويات الطلاب.
وأكد على أنه لأول مرة يكون هناك امتحان يحقق العدالة بين الطلاب.