كتب / رضا اللبان
الملكة نفرتاري… التي تشرق من أجلها الشمس
الملكة نفرتاري مريت موت، بمعنى “جميلة الجميلات، محبوبة الإلهة موت”، كانت الزوجة الملكية العظمى للملك رمسيس الثاني، وأحب زوجاته إليه، رغم كثرة زيجاته. يقال إن رمسيس الثاني تزوجها وهي في الخامسة عشرة من عمرها، وكان عشقها ظاهرًا في كل ما تركه من آثار وكتابات.
ولأن حبه لها لم يكن عاديًا، شيّد لها معبدًا خاصًا بجانب معبده في أبو سمبل – وهو شرف لم تنله أي ملكة فرعونية أخرى من قبل – وكتب على واجهة معبدها جملة مذهلة باللغة الهيروغليفية:
“أنشأ هذا الأثر العظيم للزوجة الملكية العظيمة نفرتاري… التي تشرق الشمس من أجلها”
في الهيروغليفية:
ἰr n.f mnw ꜥꜣw wrw n ḥmt nswt (nfrt ἰry mr n mwt ) wbn rꜥ n.s
معبد نفرتاري ليس فقط تحفة معمارية، بل دليل حي على قصة حب ملكية خالدة.
ولم يكتفِ رمسيس بذلك، بل خصص لها إحدى أجمل مقابر وادي الملكات – المقبرة رقم QV66، والتي تُعد من أروع وأغنى المقابر من حيث الألوان والنقوش، واكتُشفت عام 1904 على يد عالم الآثار الإيطالي إرنستو شياباريلي.
ونظرًا لجمال المقبرة وروعتها، تُعد تذكرتها الأغلى بين آثار مصر:
1000 جنيه للزائر المصري، و20 ألف جنيه للزائر الأجنبي، وهذا ليس مبالغة بل انعكاس لقيمتها الفنية والأثرية الفريدة.
نفرتاري لم تكن فقط ملكة… بل كانت ملهمة، وسيدة تتحدث عنها الشمس في كل شروق!