كتب د / حسن اللبان
تروج موسكو لفكرة أن سباق السيطرة على الفضاء قد يُحسم لصالحها حتى قبل أن تندلع أولى شراراته، وذلك بفضل منظومتها الصاروخية المتطورة “إس-500″، التي تصفها بأنها قادرة على إسقاط أقمار واشنطن الصناعية وصواريخها العابرة للقارات
هذة المنظومة، التي يُطلق عليها اسم “بروميثيوس” – تيمناً بإله الحرب في الأساطير الإغريقية – يُنظر إليها كبديل لأنظمة “إس-300” و”إس-400″، مع قدرات أوسع وتغطية أشمل لمجمل التهديدات الجوية الحديثة المستقبلية
تفاخر روسيا بهذه المنظومة لم يأتِ من فراغ، إذ تزعم أنها قادرة على تحييد صواريخ كروز، والطائرات المقاتلة، وصولاً إلى الصواريخ الباليستية، التي تُعد رأس الحربة في منظومة الردع النووي الأمريكية. وبحسب الرواية الروسية، فإن “إس-500” يتفوق على نظيره الأمريكي “ثاد” (THAAD) في دقة الأداء والقدرة على اعتراض الأهداف خارج الغلاف الجوي، ما يزيد من قلق واشنطن.
صُممت المنظومة “إس-500” للتعامل مع الطائرات الشبحية من الجيل الخامس، والأقمار الصناعية ذات المدار المنخفض، وتعتمد على نوعين من الصواريخ: الأول طويل المدى من طراز “N6M 40” بمدى يصل إلى 400 كيلومتر، والثاني صواريخ اعتراضية من فئة “N6 77” التي يمكنها إصابة أهداف على بعد 600 كيلومتر تقريبا
بعد هذه القدرات المعلنة، يبقى النظام الروسي محاطًا بكثير من الشكوك. فحتى اليوم، لم يُختبر “إس-500” بشكل عملي وموسع، كما تشير بعض المصادر الأمريكية والغربية إلى أن المنظومة الجديدة لا تختلف كثيرًا عن سابقتها “إس-400″، بل وتقل عنها في بعض الجوانب عند مقارنتها بـ”ثاد” الأمريكي.
ومع ذلك، تتحدث تقارير أخرى عن مفاجأة روسية قيد التطوير: “إس-550″، النسخة المطوّرة من “إس-500″، والمخصصة للتعامل مع تهديدات الفضاء بشكل مباشر. ووفقًا للمصادر الروسية، من المتوقع أن تدخل هذه المنظومة الخدمة لدى القوات الجوية الفضائية الروسية بحلول عام 2025، ما ينذر بتحول نوعي محتمل في موازين القوى بمجال الدفاع الصاروخي العالمي.