في الصغر يتمتّع معظم الناس بصحة جيدة تخوّلهم تحريك أجسادهم بحرية، فيركضون ويقفزون وينحنون ويرقصون.. لكن مع التقدم بالعمر تتدخّل الحياة: يصبح الوقت الحر أكثر محدودية، وتتغير الاهتمامات والمسؤوليات والعادات والسلوكيات، فيتخلى العديد من الناس عن ساحة اللعب ويتعلمون الجلوس، في الفصل الدراسي، إلى المكتب، أمام التلفاز، في السيارة

ثم في مرحلة ما، يلاحظ كثيرون أنهم أصبحوا أكثر تصلبًا، وربما بدأوا يشعرون بالألم عند أداء بعض الحركات، أو أنه لم يعد بإمكانهم التحرك بالطريقة التي يريدونها. ويعزو الناس هذه الناس غالبًا إلى التقدم في العمر ببساطة..

فهل هذا التغيير حتمي؟

بالنسبة للدكتور كيلي ستاريت، اختصاصي العلاج الطبيعي، والرياضي المحترف السابق، “الأمر الوحيد الذي لا يجب أن يتغير عبر مراحل الحياة، نطاق حركتك”، وذلك في حديثه مع كبير المراسلين الطبيين لدى CNN، الدكتور سانجاي غوبتا في برنامج البودكاست الخاصة

أحدث كتب ستاريت، الذي شارك في تأليفه مع زوجته جوليت ستاريت، هو “بُنيت للتحرك: 10 عادات أساسية لمساعدتك على التحرك بحرية والعيش بشكل مستقل بالكامل”. يتناول الكتاب موضوع المرونة: قياسها (من خلال 10 اختبارات) وأيضًا، الأهم من ذلك، استعادتها بشكل تدريجي.

لِمَ عليك الاهتمام بنطاق الحركة والمرونة فيما الأريكة مريحة جدًا ويمكنك تلبية كثير من احتياجاتك ورغباتك بكبسة؟ لأن المرونة مرتبطة بطول العمر، وفق ستاريت

وإلى أن الوقوع أرضًا بين أكبر مؤشرات الإصابة والتدهور لدى الأشخاص الذين تتراوح أعمارهم بين 65 عامًا وما فوق، موضحًا أنه “إذا لم أتمكن من التمتع بالتوازن أو نطاق الحركة، فلن أتمكن من حل العديد من مشاكل الحركة. وفقدان التوازن مشكلة حركة. فالوقوف والجلوس بشكل مستقل مشكلة حركة. القدرة على النهوض من كرسي أثناء حملك لطفلك أو قطتك، أو حمل كوب من القهوة وكتاب، ببساطة مشكلة حركة”.

وتابع، أنّه مع تقدمك في العمر، يصبح جسمك أكثر عرضة لـ”إحداث خطأ”، شارحًا أنه “إذا أردت أن يكون لدي مفاصل وأوتار تعمل بشكل جيد طوال حياتي، فأنا بحاجة لاستخدام هذه المفاصل وتحميل تلك الأوتار، وإلا، لن يكون متاحًا لي استخدامها بسهوله وشبه ستاريت العضلات والأنسجة مثل الكلاب المطيعة، “إنها تتكيّف دومًا في أي مرحلة من العمر لن تتوقف عن الشفاء، ولن تفقد القدرة على استعادة نطاق الحركة. سيكون الأمر أبطأ ممّا كان عندما كنت في الـ15 من عمرك، صحيح، لكن النقطة الأساسية هي أن جسمك سيتكيف دومًا”.

للاحتفاظ ببعض مرونتك أو استعادتها بسهولة لدى ستاريت خمس نصائح، هي:

حرّك جسمك إلى أشكال مختلفة

أشار ستاريت إلى أن الناس يتحركون بشكل أساسي بين حركات الاستلقاء والجلوس على كرسي، إلى المشي قليلاً، بالإضافة إلى أن “البيئات الحديثة لا تطلب لغة حركة كبيرة من أجسامنا

ونصح بالتفكير في كيف بالإمكان تعريض جسمي لمزيد من لغة الحركة.

علّق نفسك لـ3 دقائق يوميا على العقلة الجدارية

الرياضة

إذا كنت تعاني من آلام في الكتفين أو الرقبة أو الظهر، لدى ستاريت حل بسيط: “أريدك أن تتعلق لمدة ثلاث دقائق في اليوم

وأوضح أنه يمكنك التعلق بطرق متعددة، مثل الإمساك بحافة المغسلة أو إطار الباب أو، قضيب تمرين (Pull-up bar)، المهم أن ترفع ذراعيك فوق رأسك وتتمدد قليلًا. حتى وضعية “الكلب المتجه لأسفل” في اليوغا تُحتسب وقتًا للتعلق، كما أضاف.

“هذا التمرين سيغيّر وضعيتك بشكل جذري، ويخفف من آلام الرقبة، ويحسن التنفس، ويقوي الكتفين، ويجعلك أكثر متانة. أعني، إنها وضعية أساسية.

امشِ أكثر (لسبب قد يفاجئك)

لمنع التصلب، والحفاظ على المرونة الحركية، ينصح ستاريت الجميع بالمشي كثيرًا كل يوم.