بقلم دكتور / عمار علي حسن
– خوض الرأي العام على مواقع التواصل الاجتماعي حول ما جرى لسلاسل “بلبن” و”كرم الشام” التجارية ، يفرض علينا تساؤلات، بعضها أثارها الناس، وبعضها أثيره هنا، وأود أن أعرضها كالتالي :
1 ـ لا أعرف صاحب هذه السلاسل، وسمعت إسمه وقت هذه الأزمة ، وليس لدي معلومات عن مصدر ثروته ، وعما إذا كانت غسيل أموال ، أم وكالة لجهة ما، أم هي قدرة فائقة في الإدارة ، أو تعبيرًا عما يناله من يوسع الله في أرزاقهم؟
2 ـ لم أتناول شيئا من “بلبن” سوى مرة واحدة، ولم أستسغه كثيرا، وكانت حلويات اصطحبها أخي إلى بيتي، ولم أشترها ، لكن من أكلها من أسرتي لم يصب بشيء !
– أما “كرم الشام” فقد أكلت منه ثلاث مرات ، وكم كان شهيا ونظيفا ، فهل هناك في السوق من غار أو تضرر أو طمع في حيازة هذه السلاسل نصيب كبير منه في زمن وجيز ؟
3 ـ من الجيد أن تقوم الدولة بدورها في حماية صحة المواطنين ، رغم أننا نعرف ما يجري من تسيب وإهمال جسيم في هذا المضمار بسبب أشياء يعرفها القاصي والداني ، لكن لا بأس أن تكون هذه بداية، نتمنى أن نراها في كل ما يأكله المصريون ويشربونه أيا كانت الجهة التي تتاجر فيه !
– لكن هنا سؤال :
– أين هؤلاء الثلاثة الذين أصيبوا من تناول حلويات من “بلبن”؟
– وما هي المستشفى التي نقلوا إليها ؟
– وأين المحاضر التي حرروها ؟
– وإذا كان هذا صحيحًا ، وحدث من فرع واحد ، فهل يكون مبررًا لإغلاق كل الفروع ؟
– وأين المحاضر التي حررها مفتشو الصحة ؟
– ولماذا لم يقدم صاحب السلاسل للنيابة حتى الآن ؟
4 ـ إذا كان صاحب هذه السلاسل قد حصد جزءا كبيرا من السوق في زمن وجيز ، فكيف للسلطة أن تفسر لنا أمثاله في مجالات أخرى ؟
– ومنهم شخص يعرفه كثيرون جيدا، إذ كان فقيرا، يلتصق بمرشحى الانتخابات في سبيل أن يحصل على أي شيء معنوي أو مادي، فإذا بنا نراه صاحب مطاعم لحوم كبرى، يعامل كامبراطور، ويوسع له الناس الطريق، لينزل من سيارات فارهة مصحوبة بحراسة ..
– من أين له هذا في سنوات معدودات؟ ومن يمثله؟ ومن هو المالك الأصلى ؟ وما وضع أمثاله في السوق الآن ؟
5 ـ كيف لنا أن نفصل ما حدث بـ “بلبن” و”كرم الشام” عن نزعة الاحتكار المتوحشة التي تسرى في أوصال السوق ، ويضيق منها كثيرون في مجالات عدة، ورأينا كيف أتت على مشاريع خاصة كبرى من قبل؟
6 ـ كيف نفصل هذا عن مصالح المنافسين وبعضهم في شراكة مع متنفذين أو أصحاب قرار اقتصادي؟
7 ـ لماذا لم تنظر السلطة في الضرر الكبير الذي سيلحق بأسر العاملين في بقية الفروع؟
8 ـ ما الذي تخسره مصر من تدمير أصحاب “البرندات” في ظل منافسة شرسة في مجالات عدة من سلاسل أجنبية وعربية؟
9 ـ لماذا فشل المحتكرون، حتى الآن، ورغم مرور عقد من الزمن أو يزيد، في صناعة “براند” لمصر في أي شيء ؟
10 ـ متى نجد من يحترم ذكاء الناس، وذاكرتهم، ولا يتعامل معنا كأمة من الأسماك، نسينا كل ما جرى ويجري من قبل؟
– هذه أسئلة الرأي العام، فهل تجيب عليها السلطة؟
– وهل يتناولها إعلامها؟
– وهل هو معني أساسا بتقديم تفسير مقنع للناس ؟