عاجل

البيت الأبيض: ترامب يزور السعودية وقطر والإمارات شهر مايو المقبل
بسبب صورة سلفي لقوا مصرعهم غرقا بنهر النيل
13 – 16 مايو المقبل .. ترامب يزور السعودية وقطر والإمارات
رحيل «متسامح استثنائي»
الأهلي يواجه باتشوكا وديًا في أمريكا استعدادًا لكأس العالم للأندية
أبو الغيط يُعرب عن تعازيه في بابا الفاتيكان
تدريبات بدنية للاعبي الزمالك استعدادًا لمواجهة المصري
توريد 9011 طن و346 كيلو قمحا بصوامع وشون سوهاج 
البنك الأهلى المصرى.. الشهادات مستمرة بنفس أسعار الفائدة الحالية
التأمين شرط وحيد لزيزو للعودة إلى تدريبات الزمالك
قرار فيفا يُهدد ليفربول بفقدان صلاح في 10 مباريات
فقد حياته إثر سقوطه داخل ماكينة حصاد الفول في البحيرة
الأمم المتحدة تؤكد عدم نيتها تغيير ولاية الأونروا
فينيسيوس جونيور مُهدد بالإيقاف عامين عن ريال مدريد ومنتخب البرازيل
جامعة هارفارد تقاضي ترامب بسبب خفضه تمويلها

الأدب الثوري… ضمير الشعوب وحارس الحقيقة

بقلم الكاتبة السورية / روعة محسن الدندن

الأدب الثوري ليس ترفًا لغويًا، بل أمانة ومسؤولية يحملها الأدباء الحقيقيون في أعناقهم، ليكونوا ضمير الأمة وسجّلها الحي. إنه إرثٌ خالد، لا يُختزل في مجد شخصي أو غايات مادية، بل يُكتب ليكون منارة للأجيال، تهديها في دروب الحيرة، وتحميها من الغرق في متاهات النزاعات والانقسامات.

يقول أليكسيس دو توكفيل عن تأثير الأدب في الخطاب السياسي في القرن التاسع عشر:
“اللغة المستعملة في السياسة استلهمت نفسها شيئًا ما من لغة الأدباء، وأصبحت مشبعة بالتعابير العامة، والمصطلحات المجردة، والكلمات الدالة على الطموح، وبالجمل الأدبية.”
وقد تنبأ بأن هذا الأسلوب، الذي غذّاه الخطاب السياسي الحماسي، سيتغلغل في جميع طبقات المجتمع، ويصل بسهولة حتى إلى الطبقات الدنيا.

إن الأدب هو القاعدة الصلبة لأي ثورة فكرية، ومن خلاله يرتقي الوعي الجمعي، ويُعاد تشكيل المفاهيم السياسية والثقافية.
فهو درع الشعوب الواقي من محاولات سرقة ثوراتها، تحت غطاء الطائفية، أو الشعارات الدينية، أو المصالح الفردية.

لقد كان سقوط الأمم السابقة نتيجة مباشرة لحرق أو تزوير أو طمس الحقائق التي دوّنها الأدباء والعلماء. ومن خلال هذا الطمس، أُعيد تشكيل المجتمعات وفق أهواء الطغاة والدكتاتوريات، حيث خضعت الشعوب لمنظومات جديدة، بُرمجت فيها العقول على مفاهيم مصطنعة، ومسميات مُضللة، ليُستعبد الناس باسم الحضارة، ويُورث الجهل تحت ستار التقدم.

وهكذا، غدت السيطرة على المؤسسات الدينية والتعليمية حجر الأساس في مشروع الهيمنة، تُنسج مناهج وأفكار تضمن استمرار نفوذ الحاكم وتقييد الفكر.
وكل من يعارض هذا التيار، يُتهم تارة بالزندقة أو الكفر، وتارة بالخيانة أو العمالة، بحسب مقتضيات العصر، بينما الهدف واحد: بناء حضارة استعمارية جديدة، تتحكم في الشعوب من خلال اغتيال الوعي، وقتل الكلمة الحرة.

الأدب الثوري، إذًا، ليس فقط مقاومة على الورق، بل هو الجبهة الأولى في معركة الوعي.
هو الصرخة التي لا تموت، والراية التي لا تنكسر.

Facebook
Twitter
LinkedIn
WhatsApp
Print
booked.net
موقع الرسالة العربية