بقلم دكتور / حامد عبد الله حامد
خدعوك فقالوا !
الخدعة الثالثة و السبعون !
الضباع لا تأكل اللحم !
تحل في مارس من كل عام ذكري الدكتورة (نوال السعداوي) الطبيبة و الأديبة و قاهرة الظلام !
التي توفيت عن عمر مديد يناهز التسعين من الأعوام !
و لكن ستظل حكمتها الأصيلة و رسالتها النبيلة حية علي الدوام !
و آن لتراب مصر الخالد أن يحتضن بحنو جسدها الطاهر في محطة الختام !
لترتاح أخيراٌ مما تكبدته في سبيل كل مصرية من مشقة و آلام !
و لكن بخرج كالعادة من نفس التراب ساكني الجحور و الشقوق و مستنقعات السخام !
من العقارب و الحيات و الضباع و خفافيش الظلام !
الذين ينبشون القبور و يهتكون المستور في دفاعهم الزور عن الإسلام !
( الضبع) حيوان خسيس لا يصطاد بشرف مثل الأسود و النمور ! بل يعيش علي مايتبقي من طعامهم من جيف و لحم فاسد مقذور ! مثله في ذلك كمثل ديدان القبور ! و ما أشبه هؤلاء الشامتون بأمثالهم من كل ضبع عقور ! تجدهم يبعثون من الجحور عند وفاة أحد حاملي مشاعل التحضر و النور ! يشمتون و يتقولون ! و في اللحوم ينهشون ! و في الشرف و الأعراض و الأديان يطعنون !
لقد عانت (نوال السعداوي) مثل ملايين المصريات من الجريمة المسماة كذباٌ و زوراٌ (بالختان) ! و ماهي إلا جريمة قطع و تشويه للاجساد مكتملة الأركان ! فأفنت عمرها لتنقذ المصريات من التشويه الجسدي و النفسي تحت شعارات الأخلاق و الأديان ! و لتنقذهن ايضاً من جريمة اخري من جرائم الانتهاك الجنسي للمصريات و هي جريمة (الزواج المبكر) للطفلات الصغيرات ! ومن العجيب في مصر أم العجائب ان هناك جريمتان ! تجد فيهما المسلم و المسيحي مشتركان ! وهما التشويه الجنسي للبنات بالختان ! و الانتهاك الجنسي لهن بالزواج قبل الأوان ! (وهكذا كتب علي المسلم و المسيحي أن يفرقهما بناء الكنيسة ! و يجمعهما هدم الفتاة المصرية التعيسة ) !
ولم يسلم من خستهم و شماتتهم في المرض و الموت و طعنهم في العرض و نهشهم للحم أحد من فرسان التنوير ! و الأمثلة علي ذلك كثير ! مثل الرائعين الراحلين مع حفظ الألقاب : (سلامة موسي) و (طه حسين) و (سيد القمني) و (فرج فودة) و (جمال البنا) و (نجيب مصر المحفوظ) و (أحمد عبدالمعطي حجازي) و (أحمد فؤاد نجم) و (رفعت السعيد) و (خليل عبدالكريم) و غيرهم من رواد التنوير !
فلترقدي في قبرك في سلام و أمان !
يامن افنيت عمرك لتنيري للمصرية الطريق لكي تعيش من جديد كإنسان !
و تعيد من جديد سيرة جداتها الفرعونيات ملكات الزمان !
وتمحو من تاريخها الملئ بالمجد و الشرف و العمران !
لحظة عشوائية مظلمة من حكم بني عربان !
تحولت فيها إلي عورة او وعاء للشهوة او حبل من حبائل الشيطان !
و لتنعم روحك مع ملائكة السماء بين الزهور !
تاركة ضباع الأرض ينهشون في القبور !