بقلم دكتورة / أميرة النبراوي
“الناس مصممة تزعل، تخاصم وتجرح ، تخسر، وتعامل بعض بتجبّر وقسوة على القلوب ،مع العلم أن لو أحدّ منهم مات، الآ خر سوف يموت ألف مرّة من الندم والحزن إنه لم يصالح ويسامح ، ومات زعلان منه.
دي كانت رساله مهجه لحبيبها أرسلتها له فى ليله رأس السنة الجديده مع باقة ورد جميلة، وهى تجلس وحيده شارده ، تذكرت أحلى وأروع أيام العشق معه. كانت جميله ولكن أنتهت أليمه ،كانت النظرات بينهما أروع قبلات. وهمساته لها أروع حب ولمساته تعيد لها نبض القلب . عندما تقابلا ، أول مرّة على البحر فى المعمورة، كان حزينًا شاردًا، و شروق الشمس كان لقائهما و على البحر، ذات يوم تسمّرت قدماه عندما ألتقت العيون، ودق قلبه بشدة. فى تلك اللحظه تعارفا ، و علم أنها تقضى الصيف كله مع الأسرة هنا ،كل عام، تحدثأ كثيرًا في كل شىء، ومشا معًا على الشاطيء ،وضحكا كثيرًا، وقرص الشمس يفترش البحر شاهدًا على حب ٍ يولد في القلوب وبداية نبض عذب يسرى فى العروق .
مرّت الأيام وبدأ يحكى لها عن حياته، والعناء مع زوجه التى لا تحب إلا نفسها بحسب قوله، محروم من الحب، كم كان حزينًا لا تعرف الأبتسامة طريقًا لشفتيه، وبعد فقد أمواله فى صفقات عديدة. خاسره وأزمات اقتصاديه تعرضت لها المجتمعات فى أماكن عديدة
وخففت مهجه الرقيقه عنه الكثير وملأت قلبه أملًا وقوةً وطاقةً إيجابية، ذكّرته بأن الرجل هو من يصنع المال وليس العكس، تغيرت حياته من اليأس للأمل، والظلام للنور، من الحزن للفرح والسعادة، تبدلت أحواله، أحسّ بأن عمره بدأ، ولد من جديد ليته يعمل تاريخ جديد منذ رأى حب قلبه ، و حياته قد أشرقت شمسها ، وأصبحت مهجه نور يملأ حياته وقلبه ، وأصبح هو الحبيب والعشيق والصديق، وتمر الأيام و يقص نجاحاته المتكررة عليها ، بفضل تشجيعها له، وتزداد تعلقا به لدرجه إنه محور حياتها كلها ونست أحلامها من قبله ، و تعلقًت به ،وحلمت باليوم الذي يجمعهما معًا في بيت واحد ،كما وعدها أن هذا قريب جدا عندما تتحسن ظروفه ، الغريب أنها صدقته كيف وثقت وآمنت به ؟ أعطت له الحب بسخاء، سهرا الليالى معًا، صدقته فى كلامه وعهوده ، نعم ماأسهل الكلمات ، وكم خلفنا وعود وعهود ؟ وأخلصت له معصوبة العينين، تعلقتْ روحها به و كان فارسها المغوار الذى حلمت به مرارًا.
مر ّ عام كامل وكأنه أول وآخر الرجال، أشركته فى كل شىء، فى حياتها ، عرف كل تفاصيلها ،ذابت فيه عشقًا وبعد أدمنت هواه ،فجأه بدأ يبعد ويختلق الأعذار ويعدّد مشاكل أسرته، وهو معها حتى. وعدها يومًا باللقاء. بعد غياب طويل عنها ، طارت فوق السحاب من الفرحة وأعدت نفسها كعروس لليلة العمر، وتقابلا، ألقت نفسها في حضنه طويلًا وبكت من شدّة الإشتياق، ولأول مره تشعر بلمساته بلا طعم بارده ! سألته: مالك. ماذا بك إيه غير أحوالك؟ قال ببرود شديد: لن أستطيع الزواج منكِ.
جرت بعيدا مذهوله حتى وصلت بيتها ودخلت غرفتها وألقت بنفسها فى الفراش ، وتبكى نقاء قلبها وصدقه الذى كسره حبيبها أو من ظنت يوم إنه حبيبها ، لحظة عشقٍ ! وخذلان العمر وبكت بحرقه وهى تقول كيف أخطأت عندما تخيلت أنها ملكت قلبه!! ما أسهل أن يغدر الرجل بمن أحب. ! حين يعلم ويثق أن حبيبته ملك له. عاشت. مهجه كافره بالحب، تسلل المرض إلى روحها الجميله فترة، ولكن قوة الإيمان التى تربت عليها و عدالة السماء أمدتها بقوة معنوية جبارة، رجعتُ للحياة مرةً أخرى، وساندها الأصدقاء و ضحكت كثيرًا
وتقول ساخره أنا أغلى من الدموع والأحزان ، وتمر الأيام والحزن يصغر مع الوقت واليوم تجلس مع نغماتها وألوانها وشموعها وتقول غدا أبدا عام جديد بلا أحزان سأحب نفسى والأيام ولن أعرف البكاء على ألم الفراق
غدًا رأس السنة. عام أنتهى بالألم والوجع والأنكسار ، دموع وروح منهكة إنه الحنين لما تركناه خلفنا ولن نعود إليه. أماكن جميلة تتمنّى لو لم تعرفها حتّى لا تحزن، ولحظات باهرة تندم أنك عشتها و لا تتذكّر أشخاصًا عشقتهم، تودّ لو أنك لم تلتق بهم، كى لا تبكِ ما بقى من العمر.
يارب: القادم أجمل وأروع اللحظات لن تأتى بعد
رفعت يدها للسماء باكيةً: ربي لا تكسر قلب أحد ولا تجعله يتألم. وفي نفس اللحظه يدق جرس التليفون، على الجانب الآخر سمعت صوت حبيبها الذى كان سبّب وجعًا وألمًا، يبكي متوسلًا السماح والصفح، والغفران أنه يموت بمرض خطير أصابه !وجدتُ دموعها تنزل بشدة و تقول: شكرًا لقضاء الله بفضله سمعت أحلى صوت لقلبها
آه لو علم الإنسان كم هو ضعيفٌ أمام. المرض ، ما ظلم حبيبًا أحبّه بصدق، وما كُسرت القلوب. تلك هى الحكمه الإلهية للبشر ، رحمتك بنا يا رب، رفقًا يا بشر بقلوبٍ أوجعتموها كثيرًا.
والآن: خوفًا من الموت والمرض الخبيث نطلب الصفح والغفران سبحان الواحد الأحد ودروسه لنا مع مطلع عام جديد يارب لاندم ولاانكسار ولا خذلان من الأحباب . ودموع الفرح فقط وداع ياحب العمر .