بقلم / أماني نجيب
رساله من مواطن مصري
▪︎في مداخلة فضائية ، طالب السيد الوزير الفريق /كامل وزيري الشعب بتحمل الأوضاع الإقتصاديه و غلاء الأسعار لأن السيد رئيس الجمهوريه “يحب” الشعب .
▪︎و حقيقة هذه الكلمات لم تصدمني ، لأني مقتنعه أن هذه هي نظرة الدوله للمواطن .
– فالدوله تراني مواطن عديم القدره علي قراءة الأحداث ، شأني شأن طفل عديم الإدراك يضربه أبوه بقسوه بلا سبب يفهمه ، ثم تبرر الأم تصرف الاب بأنه أدري بمصلحته و يحبه .
-و الطفل -بفطرته النقيه- يعجز عن تصديقها . لكنه (يسكت) خشية أن يزعج صوت بكاءه هذا الأب فيعاود ضربه .
▪︎سيدي الوزير ..
¤دعني -في البدايه- أحدثك “بمشاعر” مواطنه مصريه يزيد عمرها عن الستين ، تري نفسها بقلب مطمئن (مواطنه إيجابيه) بكل ما تحمله الكلمه من معاني .
-يا سيدي لم يكن السيد الرئيس بحاجه لمن يطالبنا بذلك في سنوات حكمه الآولي .. فكانت مشاعره الصادقه لا تحتاج تأكيد من أحد.
-فهو يبدأ حديثه فوق أعلي منبر في العالم -منبر الامم المتحده- علي مرآي ومسمع من رؤوساء الدول بجملة(إسمحوا لي أن أحيي شعب بلادي) .
-مجرد جمله قيلت في مكان و زمان فعلت بقلوبنا مفعول السحر .
-و كانت إهتماماته تعكس رغبته في إخراج المواطن من “قمقم العوز و الفقر و حياة العشوائيات”.
معتبراً أن معاناة المواطن سببها” عدم الحنو و الرفق” بحاله.
-أرأيت ببساطه هكذا كانت قناعته عنا ، و قناعتنا – التي تشكلت تلقائياً – عن إيمانه بنا .
-و لن أتناول (الفجوه) التي باعدت بينه و بين جانب من الشعب و أسبابها و مظاهرها.
¤لكن دعنا نترك المشاعر جانبا . و نتحدث بمنهج “علم السياسه” ، فحضرتك رجل سياسه تتولي منصب سياسي.
-يا سيدي العلاقه بين الحاكم و المحكوم أساسها الإحتكام لنصوص “عقد الدستور” الذي إرتضوا به حاكماً في ظل أحكامه بما تشمله من حقوق و إلتزامات علي كلا الطرفين .
-و يؤسفني أن (تختزل) سيادتك معاناتنا في إنعكاس الأحوال الإقتصاديه علي أسعار المعيشه .
فالمسأله أكبر و أعقد من ذلك بكثير جدا .
° بداية لن أتحدث عما نص عليه الدستور من إحترام المواطنه بمفهومها الشامل ، و لا عن الحريات التي كفلها لي.. فهذا الحديث يزيد المراره داخلي .
– و لذلك دعنا نتحدث عن أمور أسهل تنفيذاً.. عن حرماني من حقوق لا تستقيم الحياه في “أي” مجتمع بدون توفيرها للمواطن.
-حقي في أن أعيش في وطن يعمل علي الإرتقاء بمستوى “التعليم و الصحه و الثقافه” و محو “الجهل و التخلف و الفقر”.
-حقي في أن تعمل الدوله علي خلق مناخ حاضن ييسر لي كشاب “فرص العمل و إقامة المشروعات و تشغيل العماله” .. بدلا من أن ترهقني و أنا في بداية مشواري بتعقيدات إداريه و تتركني فريسه لجهاز حكومي بعضه “معقد” و بعضه “مرتشي” إلا من رحم ربي.
-ولا أن تفرط في فرض “ضرائب و أعباء ماليه” تعجزني عن إقامة مشروع خاص ، في ظل عجزها عن توفير فرصة عمل حكوميه محترمه لي (بمعني لا ترحم و لا تسيب رحمة ربنا تنزل) . و في النهايه أحبط و أسعي للهجره و إذا عجزت أضيع .
-سؤال هل تعلم الحكومه عدد “الأطباء” خاصة الشباب الفارين من مصر آخر سنوات ، و عدد “الشركات كبيرها و صغيرها” الهاربه و ما نتج عن ذلك من تفشي البطاله ، و عدد “الفنيين” الذين قدموا أوراقهم للهجره في سفارة ألمانيا تحديدا ?
-كيف تري الدوله خريطة تركيبة المجتمع بعد عشر سنوات في ظل ذلك ?
– هل إهتمت الدوله بفحص مردود فرض الأعباء الماليه الخانقه علي علاقة المواطن – خاصة الشباب – بمصر و الولاء لها ?
-هل يقبل أن يكون المورد الرئيسي لخزانة الدوله هو الضرائب ?
و في المقابل لا تعليم مجاني محترم ولا رعايه صحيه لي و لأولادي. بل و لا جهاز شرطي يحميني من إنتشار السرقه و البلطجه في الشارع ،حتي الاحياء الغير عشوائيه لم تسلم من ذلك .
-ثم من يرحمني من الدوله نفسها التي دهست حقي في الراحه والهدوء في مسكني ، و بدون أي مراعاه للبعد الإنساني (إغتصبت) الميادين و الحدائق و حولتها بصوره عشوائيه لكافيتريات ، و أصبحت حياة السكان عذاب بسبب الضوضاء و الخناقات ، إنتشار المخلفات ، إزعاج موتسيكلات مندوبي التوصيل حتي ساعات الفجر .
¤ذلك جميعه هو مجرد جانب من عذاب المواطن ، المضغوط أصلا بسبب إنهيار قيمة الجنيه المصري و تأثير ذلك علي أسعار إحتياجاته ، و خوفه من الغد في ظل دخل أو معاش متدني و مدخرات تناقصت قيمتها .
¤ ثم بعد تحمله كل هذا العذاب، يجد المواطن نفسه (متهم) بأنه عبء علي الحكومه ..
– معوق للتنميه إذ يزداد تعداده علي نحو يحول دون جني ثمارها .
– مستعد يدمر وطنه من أجل الحصول علي المخدرات .
-سفيه مستهلك لأصناف مستورده تدمر الإقتصاد – و هو ما نفاه بيان وزير الإستثمار نفسه – .
-يا سيدي إن محاربة “الجهل العلمي و الديني” المعوق “لتحديد النسل” مسئولية أجهزة حكوميه .. و هو ذات ما يقال علي محاربة “المخدرات” التي إنتشرت علي نحو مخيف .
فإذا كانت الدوله بأجهزتها سكتت عن ذلك ، فما هو المطلوب من المواطن تجاه هذه الظواهر المدمره له?
¤و بعد كل ذلك (تغضب) الدوله إن عبر عن معاناته ، و يجد من يتهمه في وطنيته و لا مانع من تخوينه.
▪︎ختاماًِ، أؤكد لسيادتكم أنني رغم كل ذلك ، مازلت أعتز بمصريتي و أفدي مصر بروحي.. و وقت اللزوم أصطف خلف القياده و الجيش دفاعا عنها .
و كفاني بذلك أن أعد مواطناً صالحاً .