كتبت / سلوى لطفي
لا يزال مو٥ضوع “الأندروبوز” أو سن اليأس الذكري، غامضًا في مجتمعاتنا، حيث يُخفي خلفه كثيرًا من٢ التحديات الجسدية والنفسية التي يواجهها الرجال. بينما يُناقش انقطاع الطمث لدى النساء بانتظام، يظل “الأندروبوز” في الظل، يتجنب الحديث عنه كأنه أمر مُحرّم. فهل حان الوقت لفتح باب الحوار حول هذه المرحلة الطبيعية من حياة الرجل؟
تجارب حية: بين القوة والضعف
تجسد تجارب العديد من الرجال، مثل “هوغو جيرا” المدرب الرياضي السابق، صورة حية للرحلة التي يمر بها الرجل مع التغيرات الهرمونية. هوغو، الذي قرر كسر صمته حول هذه المرحلة من خلال فيلم وثائقي، يعرض فيه التحديات التي تواجه الرجال عند انخفاض هرمون التستوستيرون. قصته تظهر كيف يمكن للرياضة أن تس اعد في استعادة الثقة بالنفس وإعادة بناء الهوية بعيدًا عن الوصمة المرتبطة بالاندروبوز.
معركة جسدية ونفسية
الرجال الذين يعانون من الاندروبوز يواجهون تحديات جسدية كالتقلبات في الرغبة الجنسية وضعف الانتصاب، بالإضافة إلى ضغوط نفسية مثل الاكتئاب والشعور بالعزلة. لكن المشكلة تزداد تعقيدًا عندما يُنظر إلى هذه التغيرات على أنها “فشل”، مما يزيد من الشعور بالعجز. في مجتمع ينتظر من الرجل أن يظل دائمًا قويًا في كافة جوانب حياته، يصبح من الصعب على الكثيرين التحدث عن معاناتهم أو طلب المساعدة.
الحقوق الصحية في مواجهة التحديات
الاندروبوز ليس مجرد ظاهرة بيولوجية، بل هو حق للرجل في الحصول على الرعاية الصحية المناسبة. ومع تزايد الوعي الطبي حول هذا الموضوع، يبقى الافتقار إلى الفهم المجتمعي هو العقبة الأساسية. فهل آن الأوان لتُعترف هذه التغيرات كحق أساسي من حقوق الرجل الصحية؟ وما هي الخطوات اللازمة لتعزيز الوعي بأهمية التشخيص المبكر والتعامل ة
العلاقة الحميمة: تحديات جديدة على الطريق
من أبرز التحديات التي يطرحها الاندروبوز هي التأثيرات التي تطرأ على الحياة الجنسية والعلاقات الزوجية. مع تراجع القدرة الجنسية، يعاني العديد من الرجال من فقدان الثقة بالنفس، مما يؤثر على علاقتهم بشريكاتهم. في هذه المرحلة، يصبح التواصل والتفاهم العاطفي أساسيين. فهل يمكن للعلاقة الزوجية أن تتجاوز هذه العقبات وتستعيد قوتها في ظل التغيرات الجسدية والنفسية؟
اقرأ أيضاالعادة السرية لدى النساء: نشوة مقموعة؟
الحاجة إلى إعادة النظر في الدعم الاجتماعي
لتجاوز أزمة الاندروبوز، يحتاج الرجل إلى دعم اجتماعي وطبي شامل. من الضروري أن يتغير الخطاب المجتمعي حول هذه المرحلة، بحيث تُعتبر جزءًا طبيعيًا من دورة الحياة، ولا يتم وصمها على أنها ضعف أو فشل. يتطلب ذلك مزيدًا من التوعية وتوفير الدعم النفسي والعلاج المناسب للرجال الذين يعانون من هذه التغيرات الهرمونية، بعيدًا عن أي محاذير أو تابوهات.
الضيوف:
الدكتور أسامة شعير، اختصاصي في طب الذكورة
هوغو جيرا، مدرب رياضي سابق وصانع وثائقي
الدكتور نبيل نجا، اختصاصي في طب الشيخوخة
الدكتور بسام عويل، اختصاصي في الاضطرابات النفسية والجنسي