كتبت / سلوى لطفي
يعد الأنف موطنا لمجموعة كبيرة من الخلايا المناعية طويلة العمر التي تكون مستعدة للدفاع عن نفسها ضد العدوى الفيروسية والبكتيرية، ما يجعله يشكل خط الدفاع الأول للجسم.
ويعتقد الكثيرون أن الجو البارد في الخارج يمكن أن يجعلنا نمرض، لكن هذا لا يحدث بسبب الطقس البارد وحده لأن غالبية نزلات البرد تسببها الفيروسات. ومع ذلك، هناك طريقة يمكن أن تساهم بها درجات الحرارة الباردة في إصابتنا بالمرض دون أن ندرك.
ويمكن لاستنشاق الهواء البارد والجاف في الخارج (أو حتى في منزلك) أن يجعلك أكثر عرضة للإصابة بنزلة برد، وكل ذلك بسبب الطريقة التي خُلقت بها أنوفنا لحمايتنا.
وتقول الدكتورة إيمي براون، أخصائية أمراض الرئة المعتمدة، والأستاذة المساعدة في طب الأطفال في كلية الطب في نيويورك، فضلا عن كونها أستاذة مساعدة في الصحة العامة في كلية العلوم الصحية والممارسة: “صمم الجهاز الأنفي ليكون الخطوة الأولى في مكافحة العدوى وتصفية المهيجات في البيئة”.
ووفقا لبراون، فإن أنوفنا بها نظام ترطيب داخلي يساعدنا على التكيف والاستجابة للبيئات الخارجية، ومن الأفضل مراقبة ذلك قدر الإمكان خلال الأشهر الباردة.
وعندما يكون الهواء الخارجي جافا للغاية، يجب أن يعمل الأنف لساعات إضافية لترطيب الهواء الذي نتنفسه. وتوضح براون: “عندما لا يعمل الترشيح الأنفي والدفاعات المناعية بشكل مثالي بسبب جفاف الهواء، يمكن للفيروسات – مثل تلك التي تسبب التهابات الجهاز التنفسي ونزلات البرد الخريفية – أن تدخل بسهولة أكبر”.
وتشير الشفاه والأنف والجلد الجاف إلى بيئة جافة في الداخل. وعلى الرغم من أنه يمكن لجهاز الترطيب أن يساعد، إلا أن براون تحذر من أن الرطوبة الزائدة في المنزل يمكن أن تجعل التنفس صعبا وتعزز نمو العفن.
وفي الواقع، يقول الخبراء إن مفتاح الوقاية يكمن في الحفاظ على طبقة المخاط لدينا. وتعمل طبقة من المخاط داخل البطانة الداخلية للأنف، كحاجز للبكتيريا. وهذه الطبقة بالغة الأهمية لأنها تزيل الجسيمات المحمولة جوا قبل أن تصل إلى مجاري الهواء السفلية.
وتُظهر الأبحاث أنه عندما يدخل فيروس أو بكتيريا الأنف، فإنها ترسل إشارات للخلايا المبطنة للأنف لتتكاثر في حويصلات خارج الخلية (أو EVS).
وهذه الحويصلات الخارجية تشبه نسخا مصغرة من الخلايا المصممة خصيصا لحماية الجسم من خطر العدوى.
وهذه الدفاعات الأنفية يمكن أن تتعرض للخطر بسبب الهواء البارد والممرات الأنفية الجافة.
وفي حين أن المناخات الباردة هي السبب الرئيسي لجفاف الأنف، فإن عادات نمط الحياة الأخرى يمكن أن تساهم أيضا. وتشمل، على سبيل المثال لا الحصر، الحساسية، وبعض الأدوية، وأمراض المناعة الذاتية، ودخان التبغ، والدخول المتكرر للأجسام الغريبة مثل المناديل ومسحات القطن في الأنف.
وهناك أسباب أخرى أيضا تشمل العطور من الشموع ومعطرات الهواء.
وقالت براون: “إذا كانت هناك كميات زائدة من المواد المهيجة أو الجسيمات المعدية في البيئة، فيجب على الأنف أن يعمل بجهد أكبر على الترشيح وقد لا يواكب تعزيز الترطيب المثالي، ما يؤدي بعد ذلك إلى الجفاف”.
ويتفق الخبراء على أن الحد من التعرض للهواء الجاف هو أفضل طريقة للحفاظ على أداء ممرات الأنف بأعلى مستوياته. ووفقا للخبراء، فإن هذا التغيير في نمط الحياة قد يحدث فرقا كبيرا.
وبحسب براون، فإن “ضمان الرطوبة المثالية المناسبة في مساحة المعيشة الداخلية الخاصة بك هو حقا المفتاح الأساسي للراحة المستمرة على المدى الطويل”.