كتب د / حسن اللبان
كمال الطويل وسعاد حسني وقصة أغنية ” يا واد يا تقيل”.
يقول كمال الطويل: قابلتني (سعاد حسني) ذات يوم بجانب مبني الإذاعة والتليفزيون، سلمت على ثم قالت لي وهى تضحك ضحكتها الجميلة بانطلاق وبراءة: (مش هتلحن لي بقى؟)، فقلت لها مجاملا من دون تفكير : (يا سلام من عينيه يا سوسو).
وانتهى اللقاء بسرعة كما بدأ، ولم يبق منه إلا هذا الوعد، وانتهت المسألة بالنسبة لي، ولكني فوجئت بأن الأمر لم ينته بالنسبة لـ (سعاد) حيث فوجئت بعد فترة بالصديق الفنان (صلاح جاهين) يتصل بي قائلا : (ايه يا كمال، الكلام جاهز من فترة طويلة، انت فين؟ مجتش ليه لأجل أن تلحنه، إحنا بانتظارك)، فقلت له بدهشة كبيرة : (أي كلام يا صلاح؟) فلم يجبني بشيئ بل قال : (تعال وتعرف كل شيئ)
ذهبت اليه فوجدت عنده (حسين فهمي، سعاد حسني، صبري عبدالمنعم) وغيرهم كعادته، فتح درج مكتبه وأعطاني ورقة وقال لي : (أقرأ يا بو كمال)، قرأت فوجدت كلاما لطيفا جدا وعلى ضلفة الباب في حجرة مكتبه وجدت نفسي أغني وأنقر على الباب ( يا .. يا .. يا واد تقيل، دا انا بالي طويل وانت عاجبني)، ثم جلست على البيانو، ووجدت نفسي انتهي من لحن الأغنية في الجلسة نفسها، جاءوا بمن كتب النوتة الموسيقية، لأنني قلت لهم وبمجرد أن انتهيت: أنا مسافر الآن إلى الأسكندرية حيث كنا في عز الصيف في شهر أغسطس.
وكانت السيدة زوجتي بالأسكندرية، وكنت قد تركتها وعدت على القاهرة لإنجاز أمر من الأمور، وبالمصادفة البحتة اتصل بي (صلاح) فوجدني انجزت اللحن وعدت إلى الأسكندرية، وأقسم بالله العظيم أنني نسيت اللحن تماما، تماما.