كتب / رضا اللبان
تحتفل ليبيا اليوم الاثنين “يوم الشهيد” في الذكرى الـ93 لإعدام “أسد الصحراء” عمر المختار، رمز مقاومة الاستعمار الإيطالي.
ويعتبر 16 سبتمبر محطة تاريخية في ليبيا، تتكرر سنويا منذ إقراره عطلة رسمية وفقا للقانون رقم 5 الصادر عن المجلس الوطني الانتقالي في عام 2012، تخليدا لذكرى من ضحوا بحياتهم دفاعا عن الوطن.
ولد عمر المختار في 20 أغسطس 1858 في منطقة جنزور، شرق مدينة طبرق، وسط عائلة متواضعة من قبيلة المنفة. لم ينعم بحضور والده طويلا، إذ توفي وهو طفل صغير، ليجد الرعاية في كنف الزاوية السنوسية، حيث تعلم القرآن الكريم وأصول الدين. وزرعت هذه النشأة في نفسه بذور الجهاد والدفاع عن الأرض.
عندما أعلنت إيطاليا الحرب على الدولة العثمانية في عام 1911، بدأت جحافل الاحتلال بإنزال قواتها على السواحل الليبية، حيث وصلوا إلى بنغازي في أكتوبر.
وكان المختار في تلك الفترة في مدينة الكفرة، ومع سماعه بخبر النزول الإيطالي أثناء مروره بواحة جالو، قرر العودة بسرعة ليبدأ معركة تجنيد القبائل لمقاومة الاحتلال.
وتحت قيادة أحمد الشريف السنوسي، خاض المختار العديد من المعارك، وبعدما استلم الأمير محمد إدريس السنوسي قيادة المقاومة، عُين المختار نائبا له.
استمرت المقاومة الليبية ضد الإيطاليين بقيادة عمر المختار حتى تمكنت القوات الإيطالية من أسره في 11 سبتمبر 1931، بعد اشتباك مع وحدة استطلاع إيطالية بالقرب من عين اللفو.
ورغم شجاعة المختار ورفاقه، إلا أن جرح حصانه أدى إلى وقوعه في الأسر. لم تُمهل إيطاليا المختار كثيرا، فبعد محاكمة صورية في 15 سبتمبر، أُعدت المشنقة مسبقا، وتم تنفيذ حكم الإعدام في 16 سبتمبر 1931 في بلدة سلوق، جنوب بنغازي، أمام آلاف الليبيين الذين حضروا المشهد.
واليوم بعد مرور 93 عاما على إعدام عمر المختار، يظل اسمه محفورا في ذاكرة الأجيال كرمز للصمود والتضحية. ويتذكر الليبيون قصته، ليس فقط كقائد عسكري، بل كرجل ضحى بنفسه في سبيل حرية بلاده، وأصبح مثلا أعلى للحرية في وجه الطغيان والاستعمار