كتب / رضا اللبان
يُقال إن قرون حيوانات المها العربي الرفيعة، والمعروفة أيضًا باسم “المها الأبيض” نسبة لفرائها الأبيض النقي، كانت مصدر إلهام لحكايات مخلوق وحيد القرن الأسطوري.
وتتكيف حيوانات المها العربي بشكل كبير مع بيئتها، إذ يعكس فراءها الأبيض ضوء الشمس لتبريد نفسها وسط حرارة الصحراء، التي يمكن أن تصل إلى 55 درجة مئوية خلال الصيف.
وكانت حيوانات المها العربي تتجول ذات يوم بين مصر واليمن، ولكن خلال سبعينيات القرن العشرين، صنّفت على أنها منقرضة في البرية بسبب الصيد الجائر. وقد أدى ذلك إلى تحفيز جهود الحفاظ عليها، التي شملت تربية النوع في الأسر وإعادته إلى البرية.
واليوم، هناك ما يقدر بنحو 1،220 من المها العربي في البرية وبين 6 آلاف و7 آلاف في الأسر، وفقًا للاتحاد الدولي لحفظ الطبيعة.
وفي عام 1962، عندما كان عدد المها العربي المتبقي في البرية أقل من 500، قام دعاة الحفاظ على البيئة بتأسيس “عملية المها” لإنقاذ الحيوانات من الانقراض. وأرسلوا فرق إلى صحراء ما يُعرف الآن بجنوب اليمن، التي تمكنت من اصطياد ثلاثة من المها العربي ونقلها إلى حديقة حيوان فينيكس في الولايات المتحدة من أجل المرحلة الأولى من برنامج التربية في الأسر.
وبعد عقدين من الزمان، وبفضل الجهود المشتركة من جانب العديد من الحكومات وحدائق الحيوان وجماعات الحفاظ على البيئة، بدأ المشروع في إعادة حيوانات المها العربي إلى البرية.
وفي محاولة لإعادة المها العربي إلى موطنها التاريخي، تم اقتراح إعادتها إلى العراق، والكويت، وسوريا. ويراقب خبراء الحفاظ على البيئة أعداد حيوانات المها العربي في الأسر في هذه البلدان على أمل إنشاء قطعان مستقرة هناك في المستقبل.
وتُعد المها العربي من الحيوانات العاشبة، إذ أنها تتغذى على الأعشاب والشجيرات الصحراوية. وبفضل انسجامها مع بيئتها، يمكنها اكتشاف تساقط الأمطار ونمو النباتات من مسافة تصل إلى 90 كيلومترًا، وغالبًا ما تتجول لمسافات طويلة بحثًا عن المراعي. ولكن وفقًا للاتحاد الدولي لحفظ الطبيعة، فإن حركتها قد تجعلها أيضًا عرضة للخطر، حيث تتجول خارج المناطق المحمية.
ورغم أن المها العربي تواجه بعض التهديدات من الصيد غير المشروع والرعي الجائر والجفاف، إلا أن تزايد أعدادها حاليًا، دفع الاتحاد الدولي لحفظ الطبيعة إلى رفع مكانته من مهدد بالانقراض إلى معرض للخطر في عام 2011.