بقلم / فاروق جويدة
أصبح من المؤكد أن الانتخابات الأمريكية التى اقتربت لن تحسم نتائجها فى واشنطن، ولكنها سوف تحسم فى تل أبيب .. وعلى الشعب الأمريكى أن ينتظر نتائج المنافسة بين بايدن وترامب ، ومن منهما سيكون أكثر دعما لإسرائيل .. إن ترامب يتهم بايدن بأنه لم يدعم إسرائيل فى حربها ضد حماس كما ينبغى ، وأن إقامة دولة فلسطينية قضية مؤجلة ، وإن اتفق المرشحان على أن حماية القضية محسومة وليست مجالاً للخلاف .. لقد تخلى الجميع عن الشعب الفلسطينى فى حرب غزة ، وغابت كل الأصوات ووقف الشعب الفلسطينى يواجه أكبر مذبحة عرفها التاريخ .. غابت القوى العظمى وغابت الشعوب العربية ، ووقف الشعب الفلسطينى يواجه الطاغوت وحده .. وانفردت أمريكا بكل شيء ، وأصبحت تتلقى الأوامر من نيتانياهو وعصابته ، وكانت هذه المرة الأولى التى ترفض فيها إسرائيل قرارا أمريكيا .. على جانب آخر ، فإن الاتحاد الأوروبى وحلف شمال الأطلسى مع إسرائيل ، الآن حرب روسيا وأوكرانيا أكثر مما يحدث فى غزة .. لقد تخلى الجميع عن غزة حربا وسلاما، وأصبح العالم فى انتظار نتائج الانتخابات التى تديرها إسرائيل فى واشنطن، لاختيار رئيس أمريكى أكثر دعما لها فى قتل الفلسطينيين ، وعلى العالم العربى أن ينتظر إشعارا آخر .. إن الغريب أن قادة الناتو لم يذكروا شيئا عن غزة ، وكان الحديث عن دعم أوكرانيا فى مواجهة روسيا ، أما العرب فهم غائبون عن الزمن والتاريخ .. نحن أمام عالم لم يفقد الرحمة فقط، ولكنه فقد العدل والضمير ، وأصبح غابة تتخفى تحت ستار حضارة كاذبة ومضللة غابت عنها الإنسانية.