عاجل

تصفيات كأس أمم أفريقيا: انطلاقة قوية لمصر والمغرب والبطلة ساحل العاج تحقق فوزا صعبا
# وتسألني كيف احبك :: شعر
في نداء مشترك.. أميركا وبريطانيا تطالبان بوقف إطلاق النار في غزة
مصر تستعد لمشاركتها الأولى في قمة “بريكس”.. وتبحث التعاون التجاري مع تتارستان
منتخب مصر يفوز بثلاثية نظيفة على كاب فيردي
# جورج جرداق صاحب أغنية ( هذه ليلتي)
تأجيل الحكم على ترامب في قضية الممثلة الإباحية إلى ما بعد الانتخابات الرئاسية الأمريكية
باريس تخسر لقب أفضل وجهة سفر رومانسية.. إليكم مدينة الحب الجديدة
حزب الله اللبناني يرد بقصف التجهيزات التجسسية الإسرائيلية
مصر.. الكشف عن موعد عودة تصدير الغاز
*للسماء رجال!!* قصة حقيقية وعجيبة جداً!
الانتخابات الرئاسية الجزائرية: شباب متململ بين الخيبة والأمل بمستقبل أفضل
مقتل متضامنة أميركية برصاص الاحتلال في نابلس بالضفة الغربية
تركي آل الشيخ يعلن نفاد تذاكر قمة الأهلي والزمالك في السعودية
فتوى في مصر تثير الجدل بجواز سرقة الكهرباء والغاز.. والأزهر يرد

محمد …النبي العربي المهاجر الذي أقام أول دولة للحق

بقلم الكاتبة الجزائرية / يامنة بن راضي

إشتدت عتمة الليل البهيم في مكة على النبي “محمد” و على كل من تبعه من أوائل المسلمين، وحول كفار قريش آنذاك مكة سعيرا يتلظى لكل من يرغب في ركوب قافلة الإسلام الجديدة، غير أنهم جميعا كانوا كالجبال الراسيات ثباتا وصمودا يتلقفون دين التوحيد بقلوب متوجهة وصدور صابرة على البلاء والإضطهاد الذي لم تدخر قريش ذرة منه، فاترأى رسول الله أن يهاجروا الى حبشة النجاشي ..في حين بقي هو في مكة يدعو الى الإسلام متحملا في سبيل ذلك الخطوب التي إدلهمت حوله وكل المزعجات التي اكتوى بنارها بنفس راضية باسمة ثابت الجأش تماما كما أجاب كبار قريش على لسان عمه “أبا طالب” عندما طلبوا منه ترك دعوته مقابل الملك والمال:” والله لو وضعوا الشمس في يميني و القمر في يساري على أن أترك هذا الأمر ما تركته حتى يظهره الله أو أهلك دونه” ..ثم جاء الأمر الإلهي بهجر ديار الشرك الى ديار الإسلام ” فاهجرهم هجرا جميلا” ، فيهيء الله لنبيه ” يثرب ” التي كان قد عقد البيعة للإسلام مع سكانها من الأوس والخزرج وسبقه إليها الكثير من المسلمين بعد أن ضاقت عليهم مكة …وفي تلك البقاع المقدسة من أرض الحجاز تبدأ حقبة جديدة من تاريخ الإسلام المجيد ..
أضاءت قنادل يثرب فرحا بقدوم الهادي البشير النبي “محمد” قبل 1446 عاما، وكان صاحب الخلق العظيم الذي هاجر من مكة مهوى قلبه وفؤاده بعد أن رماه أهلها بسهام الأذى والحقد والحسد يسعى لإيجاد بيئة تنعم بالإستقرار حتى يكون التمكين لدولة الإسلام الوليدة فاتخذ ” طيبة ” يغدق عليها من الحكمة الإلهية المتنزلة عليه فيسقي أصحابه والأنصار والآخرين، لتتحول في ظرف وجيز الى نهر دافق بالخيرات …

” رأيت في المنام أني أهاجر من مكة الى أرض بها نخيل فذهب ظني أنها اليمامة أو هجر فإذا هي يثرب” ..هي فحوى الرؤيا التي قصها رسول الله عليه الصلاة والسلام على أصحابه في إحدى المرات، وتتحقق الرؤيا، حين يحث الخطى مع رفيق دربه ” أبا بكر ” نحو يثرب في رحلة كانت محفوفة بالمخاطر والأهوال وكانت أن تودي بحياته لولا العناية الإلهية التي تداركته، فيصل إليها ويطيب له فيها المقام ويتخذها دار مستقره، ليؤسس دولة الإسلام التي سرعان ما بزغ نجمها لتمتلك فيما بعد مفاتيح الريادة …

لاريب أن دولة الإسلام الناشئة في يثرب لم تصنع مجدها نتيجة القوة العسكرية او السلطة المترامية الأطراف على غرار الفرس والروم، وإنما صنعته لأنها أقامت مباديء العدل والمساواة في المجتمع اليثربي بداية ، إذ كانت “الصحيفة” التي أنشأها النبي الكريم أول دستور إسلامي وكانت بمثابة وثيقة ” حقوق الإنسان ” اليوم، حيث تضمنت المؤاخاة بين الأنصار والمهاجرين وعمد الأنصار الى شطر ممتلكاتهم من دور وحقول وماشية مع المهاجرين بل كانوا يؤثرون على أنفسهم ولو كان بهم خصاصة كما جاء في القرآن، كما تضمن هذا الدستور الإسلامي معاهدات التعايش بين المسلمين و اليهود وغيرهم من الملل الأخرى وبنود تنبذ العصبية والعنصرية و التمييز بين بني البشر، الى جانب بنود ومواثيق أخرى تحوي محاربة كل أفكار الجاهلية فيما يخص ظلم الضعفاء والنساء وأيضا مسألة الميراث ..وكان ما تحمله هذه الصحيفة الموجهة من الارادة الإلهية من حقوق وواجبات لكل فرد من الأسرة ولكل فرد من المجتمع، ناهيك عن الأخلاق الحميدة نورا آخر من آنوار الإسلام المشعة ..أما مقر حكومة القائد العظيم ” محمد ” فكان مسجده أول مسجد بني في رحاب الإسلام، فكان يبث في قضايا الحرب والسلم و غيرها من الأمور ويحل المشكلات على هدي من الشريعة السمحة، إضافة الى استقباله الوفود الأجنبية وإرساله السفراء والرسل الى مختلف دول المعمورة لنشر تعاليم الإسلام الحنيف …
يقول تعالى ” إنا لننصر رسلنا والذين آمنوا في الحياة الدنيا و يوم الأشهاد” ،ولقد نصر الله نبيه أحمد أيما انتصار، وكانت هجرته الشريفة حدثا مفصليا بارزا في تاريخ الدولة الإسلامية ..وكانت يثرب سابقا المدينة المنورة حاليا بشمسها الدافئة وبنخليها الأخضر الجميل شاهدة على عظمة رسالة هذا النبي العربي الذي يعد بحق أول من أسس دولة الحق على أديم هذه الأرض ..على نبي الهدى و الرحمة أفضل صلاة وأفضل تسليم .

Facebook
Twitter
LinkedIn
WhatsApp
Print
booked.net
موقع الرسالة العربية