كتب / رضا اللبان
يقول رجل ذهبت ذات مرة لزيارة أخي في بيته الجديد ،فاستقبلني أخي وقام بضيافتي.
وبعد فترة قصيرة نظرت الى ساعتي فرأيت الوقت المتبقي على أذان العشاء نصف ساعة ، فقلت لأخي ” سوف أذهب الى المسجد.
فقال أخي.” مازال الوقت مبكراً ولم يؤذن بعد ؟
فقلت له ” لا بأس سوف أقرأ بعض الآيات حتى تقام الصلاة.
ذهبت فوجدت المسجد خالياً ، فصليت ركعتين ثم أخذت مصحفاً وبدأت أقرأ فيه .
بعد قليل جاء صبي وسلم علي فرددت عليه السلام ،ثم صلى ركعتين وسلم
ثم عاد إلى الصلاة مرة أخرى ، وكان يطوّل في السجود.
فتعجبت من تديّن هذا الصبي ومن علاقته الحقيقية والقوية مع الله ”
فشدني الفضول لمعرفة ماذا يقول في سجوده ، فقمت من مكاني واقتربت منه كثيراً حيث أستطيع أن أسمعه بوضوح ، ولكنني فقدت أعصابي وعجزت أن أمنع نفسي عن البكاء حين سمعته ينادي ربه وهو يقول:
ربي لقد أوصاني والدي أن آتي الى هنا كلما احتجنا لشيء ، وها أنا بين يديك ، لقد جئتك محتاجاً ذليلاً ضعيفاً جائعاً
ربي إننا لم نأكل منذ البارحة وأنت أعلم بذلك
ربي إن إخوتي الصغار لا يستطيعون تحمل الجوع ، وأنا وأمي نستطيع أن نتحمله
ولما رأيت إخوتي الصغار يبكون من شدة الجوع قلت لهم سوف أذهب وأطلب من الله أن يطعمنا كما علمني والدي.
أرجوك يا ربي لا تخيبني أمام أمي وإخوتي .
أنك أنت العزيز الغني الرحمن الرحيم.
بيدك الخير وأنت على كل شيء قدير .؟
يقول الرجل ..كنت مندهشاً من ٳلحاح هذا الصبي صاحب العشرة أعوام تقريباً وهو يردد ويخاطب الله في سجوده ، ويطلب من الله أن يطعم إخوته الصغار
فبقيت أراقبه حتى حضر الناس وصلينا صلاة العشاء
نظرت يميناً فوجدت أخي جالساً قربي فاقتربت منه ثم قلت له ” من هذا الصبي، هل تعرفه،فأجابني ؟
نعم إنه ابن ٳمام المسجد وأن والده قد مات رحمه الله ؟
فقلت له : أمن الممكن أن تخبرني أين يسكن ؟
فقال أخي ” لماذا وما القصة.
فقلت له ” لا شيء أخبرني فقط أين يقع منزله ..
ثم خرجنا وأرشدني أخي الى منزل ذلك الصبي ، فذهبت الى السوق واشتريت كمية كبيرة من الطعام ووضعت بداخلها مبلغاً مالياً كبيراً ؟
ثم طرقت الباب ووضعت الأكياس أمام الباب وذهبت بعيداً ..
خرج الصبي ونظر يميناً وشمالاً فلم يجد أحداً ثم نظر الى الأسفل فرأى الطعام موضوعاً على الأرض
أقبل يقلب الأكياس وهو يقول بصوت عالٍ
انظري يا أمي لقد وجدت طعاماً كثيراً أمام منزلنا إنه من الله .
لقد كان سعيداً جداً ومن شدة فرحه خر ساجداً لله.