بقلم د / حسن اللبان
أن يكثر من ذكره فلا يفطر عنه لسانه ولا يخلو عنه قلبه فإن من أحب شيء أكثر من ذكره فذكر الله
قوت القلوب و به يزول الهم والغم والقلق أما سمعت قوله (ألا بذكر الله تطمئن القلوب)
أمرنا بذكره ذكراً كثيراً قياما وقعوداً وعلى الجنوب وفي السلم وفي الحرب وأنفع الذكر إذا تواطأ
القلب مع اللسان، قال الحسن البصري رحمه الله:
” تفقدوا الحلاوة في ثلاث أشياء في الصلاة وفي الذكر وفي قراءة القرآن فإن وجدتموها وإلا
فاعلموا أن الباب مغلق ”
فإن وجدتم الحلاوة في الذكر والصلاة وقراءة القرآن وإلا فاعلموا أن الباب مغلق !
قال ذنون: “ما طابت الدنيا إلا بذكره ما طابت الآخرة إلا بعفوه ولا طابت الجنة إلا برؤيته ”
أبدا نفوس الطالبين إلى رياضكم تحن
وكذا القلوب بذكركم بعد المخافة تطمئن حنت بذكركم
ومن يهوى الحبيب ولا يحن
قالت عائشة رضي الله عنها كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يذكر الله على كل أحيانه
قال رسول الله صلى الله عليه وسلم
(إن لله ملائكة يطوفون في الطريق يلتمسون أهل الذكر فإذا وجدوا قوما يذكرون الله تنادوا هلموا
إلى حاجتكم قال :فيحفونهم بأجنحتهم إلى السماء الدنيا
قال فيسألهم ربهم وهو أعلم :ما يقول عبادي !
قال يقولون : يسبحونك ويكبرونك ويحمدونك يمجدونك
فيقول: هل رأوني ! هل رأوني !
قال فيقولون :والله ما رأوك !
قال فيقول :كيف لو رأوني !
قال فيقولون: لو رأوك كانوا أشد لك عبادة وأشد لك تمجيداً وتحميداً أكثر تسبيحا إلى أن يقول في
آخر الحديث أشهدكم أني قد غفرت لهم )
(يا أيها الذين آمنوا اذكروا الله ذكراً كثيراً وسبحوه بكرةً وأصيلاً هو الذي يصلي عليكم وملائكته
ليخرجكم من الظلمات إلى النور وكان بالمؤمنين رحيماً تحيتهم يوم يلقونه سلام وأعد لهم أجراً
كريماً)
قال أحد الصادقين ماعد قدر جلاله من فتر لحظه عن ذكره
واعلم رعاك الله أن المحب الصادق إذا ذكر الله خالياً وجل قلبه وفاضت عيناه من خشية موالاه
قال الله(إنما المؤمنون الذين إذا ذكر الله وجلت قلوبهم فإذا تليت عليهم آياته زادتهم إيمانا وعلى ربهم يتوكلون )
فهل نحن منهم !فهل نحن ممن إذا ذكر الله وجلت قلوبنا !
وهل نحن ممن إذا تليت علينا الآيات زادتنا إيمانا !
اللهم اجعلنا منهم ومعهم !