حصلت مصر على الدفعة الأولى من صفقة تطوير منطقة رأس الحكمة بقيمة 10 مليارات دولار على مدار يومي الخميس والجمعة الماضيين، مما انعكس على تراجع سعر الدولار أمام الجنيه في السوق الموازية. في وقت يرى خبراء أن هذه المؤشرات تعد “فرصة” للبنك المركزي ليتخذ قرارًا بتطبيق سياسة مرنة لسعر الصرف، متوقعين أن يتراوح سعر الدولار أمام الجنيه بين مستويات 40-45 جنيهًا حال اتخاذ قرار محتمل بشأن سعر الصرف.

وتسبب خروج استثمارات أجنبية غير مباشرة بأكثر من 20 مليار دولار من مصر في أزمة وفرة النقد الأجنبي في البلاد مما أدى إلى ظهور سوق موازية لسعر الصرف يرتفع فيها الدولار أمام الجنيه عن المستوى الرسمي، الذي يبلغ 30.83 جنيه للشراء، 30.95 جنيه للبيع، إلا أنه منذ الإعلان عن صفقة رأس الحكمة شهدت السوق الموازية، المعروفة باسم السوق السوداء، هبوطًا حادًا في سعر الدولار أمام الجنيه.

قال الخبير الاقتصادي، مدحت نافع، إن تسلم الدفعة الأولى من صفقة تطوير منطقة رأس الحكمة، انعكس على تحسن أداء الجنيه أمام العملات الأجنبية، مستندًا إلى مؤشر العقود الآجلة غير المُسلّمة للجنيه، الذي سجل 50 جنيهًا أمام الدولار- وهو أقوى مستوى له منذ منتصف يناير/كانون الثاني – كما انعكست على توفير سيولة دولارية تسهم في تلبية جزء من متطلبات استيراد المواد الخام والسلع الأساسية، إضافة إلى ذلك تسهم في سرعة التوصل لاتفاق مع صندوق النقد الدولي، وتمثل إشارة إيجابية لعودة الاستثمارات الأجنبية لمصر.

وذكرت وسائل إعلام محلية أن سعر الدولار في السوق السوداء تراجع إلى أقل من مستوى 40 جنيهًا بعد ساعات قليلة من إعلان تسلم الدفعة الأولى من صفقة تطوير منطقة رأس الحكمة من الشريك الإماراتي.