كتب د / حسن اللبان
كشفت مجلة “يسرائيل ديفينس” العسكرية الإسرائيلية أن المفاوضات بين مصر وأمريكا بشأن صفقة شراء مقاتلات F-15 قد تدخل مرحلة جديدة في نوفمبر 2025.


ورغم الإعلانات السابقة عن نية واشنطن تزويد القاهرة بهذه المقاتلات، أشارت المجلة إلى أنه لم يُوقَّع أي اتفاق رسمي بعد، ولا يوجد جدول زمني واضح لتسليم الطائرات.
وأشار التقرير إلى أن الجنرال فرانك ماكنزي، رئيس القيادة المركزية الأمريكية (CENTCOM) السابق، وصف في عام 2022 عملية توريد طائرات F-15 لمصر بأنها “مجهود طويل وصعب”، وهو التوصيف الذي لا يزال ينطبق على الواقع حتى اليوم.
كما لفتت المجلة إلى أن الكونغرس الأمريكي لم يتلقَّ حتى الآن إشعارًا رسميًّا من الإدارة يشير إلى التزام ملموس بتنفيذ الصفقة، رغم استمرار المحادثات بين الطرفين.
وأضافت “يسرائيل ديفينس” أن جهات رسمية في كلٍّ من الولايات المتحدة وإسرائيل تبدي تحفظات جوهرية على إتمام الصفقة، أبرزها المتعلقة بضرورة الحفاظ على “التفوّق العسكري النوعي” لإسرائيل — وهو مبدأ يعدّ حجر الزاوية في سياسة واشنطن تجاه تصدير الأسلحة المتقدمة لدول المنطقة.
وأشارت أيضًا إلى وجود معارضة من بعض النواب والباحثين الأمريكيين، تستند إلى مخاوف تتعلق بسجل مصر في مجال حقوق الإنسان، وهو عامل يُسهم في إبطاء صدور الموافقة النهائية.
وفي ظل هذا المناخ من عدم اليقين، أكدت المجلة أن مصر بدأت تبحث جدّيًّا عن خيارات بديلة لتعزيز قدراتها الجوية، لا سيما عبر التوجّه إلى مصادر شرقية.
وأفادت تقارير بأن القاهرة تدرس احتمال شراء مقاتلات صينية متطورة من طرازَي J-10C وJ-35A، في خطوة تعكس سعيها إلى تنويع مصادر تسليحها والابتعاد عن القيود السياسية والتقنية المرتبطة بالتعامل مع الغرب.
ورغم الجمود في صفقة المقاتلات، أشارت المجلة إلى أن التعاون الدفاعي بين مصر والولايات المتحدة لا يزال قائمًا، إذ وافقت واشنطن مؤخرًا — في إطار صفقة منفصلة — على تزويد مصر بنظام دفاع جوي متقدم من طراز NASAMS، بتكلفة تصل إلى 4.7 مليار دولار.
وخلص التقرير إلى أن الوضع الحالي يعكس التوتر القائم في العلاقة الدفاعية بين واشنطن والقاهرة، حيث تتقاطع في هذه العلاقة اعتبارات جيوسياسية معقدة، وضغوط داخلية أمريكية، وحسابات إقليمية دقيقة، كلها تؤثر في وتيرة التقدم بصفقات السلاح الكبرى.
ورغم الجهود المكثفة من الجانب المصري للحصول على ضمانات واضحة بشأن صفقة الـF-15، فإن القاهرة لم تتلقَّ حتى الآن التزامًا نهائيًّا، ولا جدولًا زمنيًّا مُلزمًا للتسليم، ما يضعها أمام تحدٍّ استراتيجي يتمثّل في الحفاظ على تفوّقها الجوي أو تحقيق توازن تكنولوجي في منطقة تزداد فيها حدة التهديدات والمنافسات العسكرية.
واستندت المجلة في تقريرها إلى معلومات نشرتها مجلة Tactical Report الأمريكية المتخصصة في الشؤون الدفاعية، معتبرة أن مفاوضات صفقة الـF-15 تُعدّ مثالًا بارزًا على تعقيدات لعبة التوازنات في الشرق الأوسط.
ففي عالم متغيّر، تسعى دول مثل مصر إلى تطوير قدراتها الجوية ضمن رؤية متعددة الأبعاد، تجمع بين الحفاظ على الشراكات التقليدية واستكشاف بدائل تضمن استقلاليتها الأمنية.
























































