كتبت / سلوى لطفي
سماء داكنة ملبّدة بالغيوم، وأمواج٤ب بحر متلاطمة، وصوت الفنانة اللبنانية “فيروز” يصدح من المقاهي، لا عجب أن تتمتع مدينة الإسكندرية، الملقّبة بعروس البحر الأبيض المتوسط، بأجواء شتوية لا مثيل لها في مصر.
ولكونه عاشقا للشتاء ومهتمًا بتوثيق حياة الشارع، لم يفوّت المصور المصري ماثيو رائف فرصة رصد هذه الأجواء الساحرة في الإسكندرية، حيث قدّم سلسلة من الصور التي تعكس روح المدينة في أكثر فصولها شاعرية.
يوضح رائف أن الإسكندرية في الشتاء “تكشف عن جوهرها الحقيقي، من هدوء الشوارع في الصباح الباكر، وإيقاع الحياة البطيء، والسير على الكورنيش بحثا عن لحظات من السكينة والتأمل . 

ويسعى رائف من خلال هذه السلسلة إلى تسليط الضوء على الأجواء الفريدة للإسكندرية كونه من سكّانها، بعيدا عن المواقع السياحية المعتادة.
ويقول: “أردت التركيز على مدى ارتباط أهل المدينة بالشتاء، والبحر، والسماء، وقدرتهم على التعايش مع هذا الجو المتقلب”.


ويرى المصور المصري أن فصل الشتاء يضفي طابعا دراميا على المدينة، حيث تصبح السماء الملبدة بالغيوم عنصرا أساسيا في غالبية المشاهد، لما لها من تأثير على الإحساس العام للصورة.


كما يحرص رائف على إبراز العمارة القديمة في الإسكندرية، إلى جانب سيارة الأجرة الصفراء المعروفة محليا بـ”تاكسي إسكندرية”، التي أصبحت رمزا أصيلا من رموز المدينة


ويقول: “أكثر ما لفت انتباهي كان شكل السماء المتغيّرة وتقلبات البحر، التي تعكس الحالة المزاجية للمدينة في الشتاء. كذلك مشاهد الناس وهم يسيرون على الكورنيش في عز البرد، مستمتعين بالأجواء، التي تعبّر عن علاقة خاصة بين أهل الإسكندرية والشتاء”.


ويضيف المصور المصري أن تفاصيل النوافذ في واجهات المباني القديمة كانت من أكثر العناصر التي جذبته، قائلا: “الشبابيك تحمل الكثير من التاريخ والحكايات. ومن خلال هذه العناصر أحاول أن أصنع مشهدًا شتويًا يشرح ببساطة المعنى الذي تحمله الإسكندرية في الشتاء، ويقرّب الإحساس الحقيقي للمدينة”.


أما التحدي الأكبر في توثيق هذه السلسلة، فيكمن في طبيعة الطقس المتقلبة، إذ يحرص رائف على التصوير أثناء هطول الأمطار، ما يتطلب جاهزية دائمة لالتقاط اللحظة المناسبة.


ومن بين أكثر المشاهد التي يفضل توثيقها، لحظات تأمل الأشخاص أمام البحر. ويقول: “بالنسبة لي، هذا المشهد يلخّص الإسكندرية في الشتاء؛ مدينة كبيرة وشاعرية، تمنح الناس مساحة للتأمل والهدوء”.
ويتابع: “قد يبدو مشهدا بسيطا، لكنه محمّل بالمعاني والحكايات”.
وقد نالت صور أجواء الشتاء في الإسكندرية التي شاركها رائف إعجاب متابعيه على منصة التواصل الاجتماعي “إنستغرام”، إذ يُوضح: “البعض شعر وكأنه كان برفقتي خلال جولة التصوير، وآخرون قالوا إن الصور أعادت إليهم أجواء الإسكندرية الماضية، من التاكسي الأصفر إلى المباني التي لا تزال شاهدة على روح المكان”.
من خلال تصوير الشارع، يسعى رائف إلى تقديم منظور مختلف يركّز على التفاصيل البسيطة في الحياة اليومية بمصر. قائلاً: “يهمّني تقديم صورة صادقة وقريبة من الناس، تعكس الواقع دون تزييف، وتكشف الجمال الكامن في اللحظات العادية”.























































